الأحد، 21 أغسطس 2016

مقرر أدب الاطفال_المستوى الرابع_الفصل الدراسي الثامن





بسم الله الرحمن الرحيم
جـامعة سنار
كلية العلوم الإسلامية والعربية
قسم اللغة العربية

مقرر أدب الأطفال

المستوى الرابع
الفصل الدراسي السابع










إعداد
د. نميري سليمان علي
























مقدمة :                  
الفني من الكلمة المنطوقة ، أو المسموعة ، أو المرئية ، قد يأتي في صورة قصة ، أو حكاية ، أو مسرحية ، أو يحكي قصة مغامرات ، أو بطولات ، أو قصة تاريخية ، أو تهذيبية ، أو أنشودة ، أو أغنية ، يستهوي الأطفال ويمتعهم ، ويحقق رسالته الجمالية ، شأن كل الفنون ، فينمي فيهم الإحساس بالجمال وتذوقه ، ثم يستهدف عن طريق التسلية والمتعة والمرح أن يقطر في نفوسهم تجارب البشر .
وعلى هذا الأساس يمكن القول أن أدب الأطفال يعتبر وسيطاً تربوياً ، يتيح الفرصة أمام أدب الأطفال هو شكل من أشكال التعبير الفني بالكلمة ، له قواعده ومناهجه ، سواء منها ما يتصل بلغته وتوافها مع قاموس الطفل ومع الحصيلة الأسلوبية للسن التي يؤلف لها ، أو ما يتصل بمضمونها ومناسبته لكل مرحلة من مراحل الطفولة ، أو ما يتصل بقضايا الذوق وطرائق التكتيك في صوغ القصة ، أوفي فن الحكاية للقصة المسموعة . 
هذا الشكل الأطفال لمعرفة الإجابات عن أسئلتهم واستفساراتهم ، ومحاولات الاستكشاف ، واستخدام الخيال ، وحب الاستطلاع ، وإيجاد الدافع للإنجاز والتحرر من الأساليب المعتادة للتفكير ، من أجل مزيد من المعرفة لنفسه وبيئته ، أنه بذلك ينمي سمات الإبداع لدى الطفل . حيث إن أدب الطفل في الأساس مادة خصبة لبناء قوى الإبداع والابتكار والموهبة لدى الطفل ، كما أنه يفجر الطاقات الكامنة لدى الأطفال ، تمهيداً لإعادة صيغة القدرة النقدية والتحليلية التي ينبغي أن يبدأ الطفل في التسلح بها ، وهو يواجه الحياة . ويتم هذا عن طريق القصص ، والحكايات ، وسير العظماء ، والتأمل الواعي الذي تتضمنه الأشعار والغنائيات .
فالحقيقة هي أن الإبداع للأطفال معناه تجسيد حلم الطفولة ، وجعل الأدب معادلاً حقيقياً وفنياً ، وإنسانياً لهذا الحلم ، والوصول بالطفل إلى معايشته رغبة في تحويل قيم الحلم وجمالياته ، ورحابة انطلاقه إلى سلوك ، وفكر ناضج ، ووعي سليم ، وتخيل رشيد ، وتلك هي أهم عناصر ومقومات بناء شخصية أطفالنا في ظل عصر الثورة المعلوماتية .



                                 جمهور الأطفال
مراحل الطفولة وفق مراحل العمر
التعريف بجمهور الأطفال / مدلول جمهور الأطفال:-
قد يكون من اليسير أن نتعرف على شخصية إنسان راشد ونقف عند كثير من ميوله واتجاهاته من خلال لقاتنا معه ،واستماعنا لحديثه ،وقرا ءاتنا لما يكتب  لكننا نقف عاجزين عند التعرف على شخصية الطفل ،ويقف الآباء حيارى إزاء أطفالهم وفي موقع قريب من هؤلاء يقف علماء النفس أحيانا وذلك للآتي :
  ·  لأن الأطفال قليلو الصبر ،كثيرو التقلب ،تتغير ميولهم بتغير مشاهداتهم وملاحظاتهم. وهكذا تضيع علينا فرص كثيرة لاكتشافهم لهم ،وبالتالي فان الحصول على معلومات صحيحة من الأطفال أمر مستحيل. وقد بذلت محاولات لفهم سلوك الأطفال عن طرق مختلفة منها:
1- فحص وتحليل الرسائل التي يكتبونها إلى الصحف والمجلات ومحطات الإذاعة، وفي المسابقات إلا أن النتائج تكون غير دقيقة لان الأطفال يكرهون الإدلاء بآرائهم بصراحة إذا طلب إليهم ذلك .
2- دراسات وملاحظات فردية تخضع لعوامل التجريب المختلفة في المختبر وفي صفوف الدراسة. ولكي تجرى التجارب في جو صناعي بعيد عن المواقف الاجتماعية التي يتفاعل معها وفيها الطفل تفاعلا طبيعيا تلقائيا. وبالتالي فإن أمثال هذه الدراسات الأكاديمية الصرفة والتي لم تكن مستمدة من حياة الطفل لا يمكن الاعتماد على نتائجها بطريقة كلية .
من هم جمهور الأطفال ؟ هم أولئك الأطفال الذين لم يتجاوزوا السادسة عشرة من أعمارهم ،والذين يتهيأ لهم أن يلعبوا ويقرؤون الكتب والمجلات  وتجمعهم المكتبات والمدارس ويشكل الأطفال نحو ثلث عدد السكان تقريبا وهي نسبة عالية، ومصدر أهميتها يكمن في أثرها في تعزيز مستقبل الحياة .
مراحل الطفولة حسب مراحل العمر :-
المؤشرات والخصائص التي يتميز بها الأطفال هي ظواهر غير قاطعة الصحة ، لأن ما ينطبق على الأطفال في عمر معين لا ينطبق على آخرين في عمر آخر .
ومن هنا قسمت الطفولة البشرية إلى مراحل ويتبع ذلك تقسيم ثقافة الطفل وفقا لذلك لأن ما يقال للأطفال وهم في سن الرابعة لا يصح أن يقال لأخرين في التاسعة.
للطفل حاجات بيولوجية ونفسية تختلف من عمر لأخر أي أن هناك تباين بين شخصيات الأطفال في مستويات العمر المختلفة .لابد من توافق الغذاء الأدبي المقدم للطفل مع مستوى النمو. أي إيجاد المعارف الملائمة لكل مرحلة. بسبب اختلاف حاجات الأطفال وميولهم في مراحل النمو المختلفة ، لابد من تقنين  الأدب المقدم لهم ، بحيث يتناسب مع تلك الظواهر في كل مرحلة .أما هذه المراحل فهي:-

مرحلة الواقعية والخيال المحدود (وتشمل الأطفال بين ثلاث الى خمس سنوات)  لابد من التعرف على السمات الأساسية التي يتميز بها الطفل في هذه المرحلة من مراحل حياته .
يتألف عالم الطفل من الأم والأب والأخوة وبعض المعارف من الجيران والأقارب ، والباعة المتجولون في محيطه ، واللعب التي يلهو بها والملابس التي يرتديها والحيوانات الأليفة التي تعيش قريبة منه إضافة إلى المؤثرات الجوية والظواهر الطبيعية .
لهذه المرحلة خطورتها الكبيرة إذ أنها من أهم مراحل تكوين شخصية الأنسان -إذ تتكون الاتجاهات الرئيسية لشخصية الطفل فيتعلم العادات الخاصة بالتغذية والنظافة كما يتعلم المهارات والاتجاهات العقلية والاجتماعية ، وتؤكد جميع الأبحاث العلمية أن الطفل أن الطفل يمر في مرحلة طفولته هذه بعملية تربوية لها من الآثار ما يفوق أي عملية تربوية في فترة لاحقة من حياته .
إن السنوات الخمس الأولى في حياة الطفل هي الفترة التي تستقر فيها أسس التربية الأولى فكل ما يفعله الوالدان في هذه الفترة يمثل 90% من عملية التربية .
يميل الطفل في الغالب في هذه الفترة إلي اللعب الانعزالي ، وقد يدعو من هم أكبر منه سنا للعب معه وذلك بسبب اعتماده عليهم اجتماعيا وجسميا إلي حد ما ينمو الطفل عقليا ويتمثل ذلك في اكتسابه مفردات لغوية جديدة وحصوله على معلومات كثيرة وذلك عن طريق أثارته للأسئلة المختلفة والإجابة عن أسئلة الطفل ذات تأثير كبير فيهم وكلما كانت إجاباتنا متفقة مع أسس التربية كان نموهم وتكيفهم الاجتماعي سليما.كما أنه من الخطاء الكبير التهرب من الرد على أسئلتهم وإعطائهم إجابات مبهمة .إذ لابد من الصبر والبساطة التي تناسب مدى نمو الأطفال عقليا ونفسيا ولغويا .
تتميز هذه المرحلة بالخيال الحاد والإيهام الذي يعتبره علماء النفس وظيفة مهمة في نمو الطفل وطريقا إلى تنشيط تفكيره وفعالياته.بدلا من أن تظل خاملة، ويشتد ميل الطفل إلى المحاكاة والتقليد والتمثيل . وتسمى هذه المرحلة بمرحلة اللعب أحيانا ومن هنا عنيت التربية الحديثة بمسألة اللعب هذه واستخدمتها كوسيلة من وسائل التعليم التربية.
يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلي الحديث معه ببطء ووضوح وان تكون كلمات الحديث مرتبطة بمدلولاتها من الأشياء والأعمال (كتب الرسومات الملونة ).الطفل بطبيعته محب للاستطلاع ويدفعه هذا إلي الاتصال المباشر بكل ما يحيط به وبذلك تزداد ثروته اللفظية (اللغوية)وتتميز لغة الطفل بعدة ظواهر منها:
          1- يغلب على لغة الطفل التركز حول الذات .
          2-  تكرار العبارات والكلمات.
          3- تقديم المتحدث عنه في الجملة الخبرية مثلا (يقول الشمس طلعت ) ولا يقول (طلعت الشمس ) فالخصائص التي يتصف بها الأطفال تحدد شكل ومضمون الأدب المقدم - خيال الأطفال التوهمي يستوعب الأشكال القصصية وأنسبها ما أحتوى على شخصيات مألوفة من الحيوانات والنباتات .في منتصف هذه المرحلة يبدأ الخيال في النمو وهو محدود بالأشياء إلى في بيئة الطفل . وحذار أن تكون الفكرة مخيفة أو مثيرة لمخاوف الطفل كقصص الجان والعفاريت -وقصص العنف .لأن مثل هذه الخبرات بعيدة عن بيئتهم وآفاقهم .ولا داعي لتجسيد المواقف المحزنة  أو المفجعة لأنهم يستمتعون بالقصص ذات  الأسلوب الوصفي المنغم بالعبارات الجميلة.وفي السنوات الأخيرة من هذه المرحلة يجب تهيئة الطفل للمرحلة القادمة من

المرحلة الثانية :- مرحلة الخيال المنطلق : 6-8 سنوات
 أول ما يبدأ بالتغير هو خيال الطفل من الخيال المحدود ببيئته إلى اللون الإبداعي، ويتسع في هذه لمرحلة فضول الطفل ويكبر معه حب الاستطلاع ، ويلاحظ آن نسبة كبيرة من أسئلة الطفل سببها المخاوف من أشياء لم يكن له بها خبرة سابقة مثل اللصوص والمجرمينعلاقة الطفل بأمه علاقة عطف وحب وعلاقته بأبيه تقوم على أساس الاحترام والإعجاب الخوف ويتقبل كلام أبيه دون مناقشة.يلهو الأطفال بمفردهم ،ولا يميل إلى اللعب في جماعات مما يفرض أن يعنى أدب الأطفال في هذه المرحلة بتنمية السلوك الاجتماعي لدى الطفل ومساعدته على التنظيم والعمل المشترك .
تتبلور لدى الأطفال كثير من القيم الأخلاقية والمبادئ الاجتماعية مثلا إلقاء السلام على الآخرين - الاهتمام بالنظافة الشخصية - واحترام الكبار وهكذا .يتميز الطفل بنمو سريع في الخيال بل نجد ينجذب لإنصات للقصص الخرافية ، ولكن من الخطأ أن ننساق وراء ميول الأطفال بهذا الاتجاه وليس من المناسب أن نقدم لهم كل ما يريدونه، بل ينبغي الاسترشاد بأسس تربوية لتقرير ما يصح تقديمه لهم .
في هذه المرحلة يلتحق  الطفل بالمدرسة الابتدائية ويشرع في تعلم نوع جديد من لغته لغة الكتابة والتدوين .
ويتميز الأطفال في هذه الفترة بالنشاط والفعالية الزائدة ويفضل الأطفال في هذه المرحلة القصص القصيرة ذات النهايات المضحكة .

المرحلة الثالثة:- مرحلة البطولة من8-12 سنة
هي مرحلة أقرب إلى الواقع منها إلى الخيال ، يبتعد فيها الطفل عن الأمور الخيالية بعض الابتعاد ويهتم بالحقائق ، ويشتد ميله إلى المقاتلة والسيطرة والألعاب المختلفة خاصة الألعاب التي تتطلب المنافسة يميل إلى التنقل من مكان إلى مكان ، ويميل إلى الأعمال التي تتطلب الشجاعة والمغامرة. ويعجب بالأطفال المغامرين و يقرا عنهم ويشاهد بشغف لا حدود له مغامراتهم .
ويخلص للجماعة التي ينتمي إليها حتى لو تعارض ذلك مع ما يفرضه عليه المنزل والمدرسة ، وكثيرا ما تندفع الجماعات التي ينظمها الأطفال للقيام بالأعمال الطائشة كالاعتداءات  والمقاتلة.
يتقبل الأطفال أراء الذين يثقون بهم ويحبون الظهور ويميلون إلى التمثيل ويبدون اهتمام بالمسائل التاريخية .
تزداد قدرتهم على الحفظ في هذه المرحلة ويتطلعون إلى أدراك علاقات الأشياء بعضها ببعض خاصة العلاقات الزمانية والمكانية .
يستطيع الطفل التحكم في انفعالاته اكثر مما كان ويميل إلى الادخار وتستهوي الأطفال قصص الشجاعة والمخاطرة والعنف والاستماع إلى الراديو، وقراءة المجلات.
يستطيع الطفل التفكير في أمور معنوية ولكن تظل قدرته محدودة على التجريد والتقييم.
أما البنات فيفضلن القصص التي تتناول الحياة المنزلية والأمور العائلية. ويقول أحد العلماء (موريس فلورانت ) مدير قسم شئون الطفولة في مكتبة هاشيت الفرنسية ) أن أفضل سن لاستيعاب ما يقدم له من معلومات ومعرفة و أخلاقيات  هي سن التاسعة من العمر وعليه ينبغي اختيار المواد والمعلومات اختيارا دقيقا إذ ليس المهم تعليم الطفل بل المهم فعلا تلقينه كيف يتعلم فضلا عن اختيار ماذا سيتعلم.
اهتمامات الأطفال القرائية في هذه المرحلة نحو معرفة عالم الحيوان والنبات والطبيعة والبيئة المحيطة .
ويميل الأطفال إلى حب قصص الرحلات والأسفار ومعرفة كيف يعيش الأطفال في البلاد الأخرى، ولذا وجب استغلال هذه الرغبة لتعريفهم بالبطولات القومية والأمجاد الوطنية التي تفخر بها البلاد.

رابعا :مرحلة المثالية من 12-15
ينتقل الطفل في هذه المرحلة من مرحلة تتصف بالاستقرار العاطفي النسبي المرحلة شديدة الحساسية ،تحدث فيها تغيرات واضحة ، ويتبلور فيه التفكير الاجتماعي والنظريات الفلسفية عن الحياة .
بدايات هذه المرحلة تعد جزء من المرحلة السابقة حيث يقترب الطفل فيها من البلوغ فيما بين العاشرة والثانية عشرة .
يميل الأطفال في هذه المرحلة إلى القصص التي تمتزج فيه المغامرة بالعاطفة وتقل فيها الواقعية وتزيد فيها المثالية ، لذا سميت بالمرحلة المثالية. لا يعني أدب الأطفال مجموعة من المعلومات والحقائق
أدب الاطفال
تعريفه:
يعرف أدب الأطفال بأنه الكلام الجيد الذي يحدث في نفوس الأطفال فنه سواء أكان شعراً أم نثراً، وسواء كان تعبيراً شفهياً أم تحريرياً، ويدخل في هذا المفهوم قصص الأطفال ومسرحياتهم وأناشيدهم ويقول آخرون أن أدب الأطفال هو كل خبرة لغوية ممتعة وسارة لها شكل فني يمر بها الطفل ويتفاعل معها فتساعد على إرهاف حسه الفني ويعمل على السمو بذوقه، ونموه المتكامل وتساهم في بناء شخصيته، وتحديد هويته، وتعليمه فن الحياة.
وفي ضوء النظرية الأدبية الحديثة نستطيع أن نقدم تعريفاً أقرب لطبيعة الأدب ووظيفته فنقول: إنه تشكيل لغوي فني ينتمي لنوع أدب سواء أكان قصة أم شعراً مسرحياً أم شعراً غنائياً يقدمه كاتب تقديماً جيداً في إطار متصل بطبيعة الأدب ووظيفته اتصالاً وثيقاً ويتفق وعالم الطفولة اتفاقاً عميقاً. والأدب بهذا المفهوم يجب أن يراعي خصائص الطفولة ويتدرج بها إلى الكمال عن طريق إشباع احتياجاتهم في إطار المثل والقيم والنماذج والانطباعات السليمة، وعليه فإن " أدب الأطفال " في مجموعه هو الآثار الفنية التي تصور أفكاراً وإحساسات وأخيلة تتفق ومدارك الأطفال، وتتخذ أشكالاً متعددة، كالقصة، والشعر المسرحي، والمقالة، والأغنية وغيرها وتكون قائمة على معايير أخلاقية، ودينية، واجتماعية، لا تنفصل عن المعايير الفنية، لأن الأدب هو التعبير عن حضارة الإنسان، والحضارة التي لا تقوم على قيم دينية وأخلاقية، حضارة عرجاء تحكم على نفسها بالانهيار مهما بلغت من الرقي المادي.
ويمكن تعريف أدب الأطفال بأنه: "خبرة لغوية في شكل فني، يبدعه الفنان، وبخاصة للأطفال فيما بين الثانية والثانية عشرة أو أكثر قليلاً، يعيشونه ويتفاعلون معه، فيمنحهم المتعة والتسلية، ويدخل على قلوبهم البهجة والمرح، وينمي فيهم الإحساس بالجمال وتذوقه، ويقوي تقديرهم للخير ومحبته، ويطلق العنان لخيالاتهم وطاقاتهم الإبداعية، ويبني فيهم الإنسان.  كما يعرف أدب الأطفال بأنه شكل من أشكال التعبير الأدبي، له قواعده ومناهجه، سواء منها ما يتصل بلغته وتوافقها مع قاموسه الطفل، ومع الحصيلة الأسلوبية للسن التي يؤلف لها، أم ما يتصل بمضمونه ومناسبته لكل مرحلة من مراحل الطفولة، أم يتصل بقضايا الذوق وطرائق التكنيك في صوغ القصة، أو في فن الحكاية للقصة المسموعة .    
ويعرف أدب الأطفال بأنه في مجموعه هو: "الآثار الفنية التي تصور أفكاراً وأحاسيس وأخيلة تتفق ومدارك الأطفال وتتخذ أشكال القصة والمسرحية والمقالة والأغنية" .
ويعرف أدب الأطفال بأنه: "ذلك النوع من الأدب - نثراً أو شعراً - الذي يلاءم في مضمونه وأسلوبه إدراك الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة حتى الثالثة عشرة تقريباً، أما أسلوب هذا الأدب فيكون سهلاً واضحاً خالياً من التعقيد ".

مفهوم أدب الأطفال
    لابد أن يراعي أدب الأطفال حاجات الطفولة ، بحيث  يشمل نفس المقومات التي يشملها أدب الكبار ، فالقصة في أدب الراشدين تتمثل في بناء قصص ينطوي على فكرة وشخصيات وحبكة ، وهذا ينطبق على أدب الأطفال أيضاً. كما أن الشعر يستلزم وزنا وقوافي وهذا ينطبق أيضاً على أدب الأطفال وكذلك المقال الأدبي لابد أن يحتوي على صدر ومتن وخاتمة ونسيج من اللمسات الذاتية الخيالية ،هذا  ينطبق على الأدبين معاً ، لكن اختيار الموضوع و الشخصيات واستخدام الأسلوب والتراكيب والألفاظ  اللغوية في أدب الأطفال كل هذه تخضع لضوابط مختلفة إلى حد ما.
وعلى هذا فإن أدب الأطفال "هو مجموع الإنتاج الأدبي المقدم للأطفال الذي يراعي مقومات وخصائص التصور الإسلامي ، كما يراعي الأطفال ومستويات نموهم " ويدخل في ذلك كل ما يقدم للطفل في الروضة والمدرسة ، وما يقدم لهم في نطاق الأسرة.
لذلك لابد أن يتوفر في أدب الأطفال عدد من الخصائص منها:-
1/لابد أن يكون نابعاً من تصور إسلامي للكون والإنسان والحياة.
2/أن يوضح بأسلوب أدبي وسهل، ويصور بأساليب متعددة ومتنوعة حقيقية الألوهية وحقيقة العبودية والفرق الحاسم بينهما.
3/أن يوضح حقيقة الكون وأنه غيب وشهود وحقيقة مكوناته وموجوداته  غيبها وشهودها ، وعلاقة الإنسان بكل هذه الموجودات.
4/ أن يصور حقيقة الإنسان مصدره وغايته وعلاقته بالكون من حوله  ووظيفته في الحياة  وطبيعته وحاجته ومسئولياته.
5/ أن يقدم المعلومات العامة و المادة المعرفية في مختلف مجالات العلم، والحقائق عن الكون والناس والحياة والمجتمع والبيئات المختلفة، ويقدم الأفكار التي تربط الأطفال بالعصر والتطورات العلمية الحديثة، ويحقق النمو اللغوي لدى الأطفال وتعليمهم استعمال اللغة العربية الفصيحة.
6/ يبصر الأطفال بالقيم الخلقية ، وينمي فيهم حب الخصال الطيبة ، وتنفرهم الخصال والصفات المذمومة ، يعني يكون ليهم قاعدة أخلاقية.
7/تحقيق التوازن بين الاتجاهات المادية السائدة في العصر الحديث والقيم الدينية والروحية .
7/ يعرف الطفل بمجتمعه ومقوماته الروحية ،ويقوي روح التضامن والتعاون لديه ليعيش إيجابياً في المجتمع حيث يختلط بالآخرين ويتحمل المسئولية ويستطيع التعايش والتميز في مجتمع يتكون من كثير من المتضادات حيث الطيب والخبيث والجيد والرديء.
9/ تعزيز الروح الوطنية ،وتعزيز الانتماء الوطني والعربي وأنه جزء من العلم العربي يشترك معه في الدين واللغة والقيم الروحية والتاريخ.
10/ يجلب المسرة والمتعة إلى نفوس الأطفال وتكوين العواطف والأخيلة ليكون وسيلة شائقة ومفيدة للطفل للتعلم وملء وقت الفراغ.
11/ يتيح فرصة لنشاط عقلي مثمر في مجالات التحصيل والتذكر،والربط بين الحوادث وفهم الأفكار والحكم على الأمور.
                   
أسلوب أدب الأطفال :-
أما بالنسبة لأسلوب أدب الأطفال فيعد عنصرا أساسياً في أدب الأطفال ، لأن أي مضمون أدبي مهما كان له من القوة والأصالة لا يمكن أن يؤثر في الأطفال ما لم يتوفر له الأسلوب الشيق الممتع ، الذي يكون في مستوى فهم الطفل وتفكيره من ألفاظ وأساليب تتناسب مع قدرته اللغوي  وفي إطار قاموسه من الألفاظ،وعلى هذا فإن  أسلوب أدب الأطفال لابد أن يتصف بما يلي:-
1/ الوضوح وبساطة اللغة من حيث المفردات والتراكيب.
2/ شحن قصص الأطفال بفيض من الأفعال البسيطة الواضحة المعبرة لأنها تمنح القصة نبضا جديدا يجذب الأطفال.
3/الإيجاز والسهولة حيث أن الجمل القصيرة أشد قرباً من الطفل .
4\عدم المغالاة في التبسيط  أو المبالغة في تقديم المعلومات أوالإفراط  في الإيضاح لتعويد الطفل على التفكير والتحليل .
5/الابتعاد عن النصح والإرشاد  لأن الأسلوب الأدبي في القصة لا يصح أن يتحول إلى توجيهات وإرشادات مباشرة .
ويتمثل جمال الأسلوب في التناغم بين الأصوات والمعاني عن طريق استخدام اللفظ وتعابير موحية تعبر عن الحدث.








مضمون أدب الأطفال :-
إننا نصور للطفل الحياة الإنسانية ونعبر له عنها بما يتلاءم مع قدراته بحيث نساعده على النمو السوي، فمضمون أدب الأطفال يعتمد على تحديد ما نريده لأطفالنا وما نهدف لزراعته فيهم عن طريق تنمية شخصياتهم جسميا وعقليا ونفسيا واجتماعيا .


أهداف أدب الأطفال :-
1- التعليم هدف من أول أهداف أدب الأطفال.
2- تنمية الجانب المعرفي عند الأطفال، وذلك بإمدادهم بثروة لغوية هائلة.
3- تنمية التفكير والذاكرة عند الأطفال، والقدرة على ربط السبب بالنتيجة.
4- تنمية الأحاسيس والمشاعر والمهارات، والذوق الفني عند الأطفال.
5- معالجة بعض العيوب اللفظية والأمراض النفسية عند الأطفال مثل التلعثم، والتأتأة.
6- تخليص الأطفال من الانفعالات الضارة كالعنف بأنواعه، والعدوان وغيره من الانفعالات.
7- تنمية روح النقد الهادف البناء عند الطفل وتنمية قدرته على التمييز بين الجيد والرديء.
8- تعليم الأطفال أشياء جديدة تساعد على فهم الحياة والتكييف معها.
9- تهذيب أخلاق الأطفال بما تتضمنه النصوص الأدبية من قيم إيجابية ومثل عليا نبيلة مثل : القيم الاجتماعية وتتضمن وحدة الجماعة الظرف واللطافة، وقواعد السلوك مثل : التواضع، الأخلاق، الصداقة، العدالة، والقيم الوطنية مثل : حرية الوطن، والقيم الجسمانية كالطعام، والراحة  والقيم الترويحية وتتضمن الخبرة الجديدة الإثارة والجمال، والمرح.
10- تنمية خيال الطفل وتربية ذوقه وتوجيهه للتعليم وتنمية قدرته التعبيرية.
11- الشعور بالمتعة والراحة والاستمتاع لسماع القصص وغيرها من ألوان الأدب الأخرى.
12- تنمية القيم والمعلومات الدينية
13- المساعدة في تكوين الضمير
وهناك أهداف أخرى منها :-
الاعتقادية : وتشمل تلقين الطفل كلمة التوحيد وترسيخ حب الله تعالى وحب الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعليم القرآن، وبيان حقيقة الإنسان ومكانته في الأرض.
التربوية : وتشمل أمرين مهمين وهما البناء، كبناء النفس وتعهد الفطرة البريئة على أسس إسلامية. والحماية، عن الانحراف، والعبث، والضلالات الفكرية، والفساد.
التعليمية : تزويده بالثقافة بمعناها الشامل.
الجمالية : لتحقيق الجمال النفسي في سلوكه، وإنتاجه، وتذوقه.


 أنواع أدب الطفل :- ويقسم الأدب إلى نوعين رئيسيين:-
  (أ) أدب بمعناه العام: وهو يدل على النتاج العقلي عامةً م (ب) أدب بمعناه الخاص: وهو يدل على الكلام الجيد الذي يحدث لمتلقيه متعةً فنية وهو يعني الكلام الجيد الذي يحدث في نفوس هؤلاء الأطفال متعة فنية سواء أكان شعراً أم نثراً، وسواء أكان شفوياً بالكلام، أم تحريرياً بالكتابة؛ مثل قصص الأطفال ومسرحياتهم وأناشيدهم وأغانيهم وما إلى ذلك. ومما تجدر الإشارة إليه أننا عندما نتحدث عن الكتب، إنما نقصد إلى معناها الواسع، بحيث تضم: المقروء، والمسموع، والمرئي، تمشياً مع مقومات التقدم التقني المعاصر، ويرى بعض الباحثين أهمية التمييز بين النتاج الفكري عن الطفولة والنتاج الأدبي الموجه لهم وينادون بإعادة النظر بين هذين الناتجين  ويرون أن أدب الأطفال له آثاره الإيجابية في تكوينهم، وبناء شخصياتهم وإعدادهم ليكونوا رواد الحياة.  والطفل هو الإنسان في أدق مراحله وأخطر أطواره، ومن ثم فإن الاهتمام بالجانب الوجداني من حياة الطفل يتعين ألا يعلوه أي اهتمام آخر، ويقوم أدب الطفل بوظائف التربية الجمالية والنمواللغوي ... الخ ".
لما تفعل اكثر المناهج وإنما يتجه أيضا إلى الهاء الأطفال واشغلهم وتنمية الهوايات لديهم .
يميل الأطفال في هذه المرحلة إلى قراءة كتب القصص والفكاهات والراويات والمقالات السياسية والميل إلى اختلاق الأقاصيص بالالتجاء إلى عالم الخيال (أحلام اليقظة )
نجد ميل نحو نقد تصرفات الآخرين يكون مصحوبا باقتراحات عملية في الإصلاح.
يصبح للطفل اتجاها إنسانيا وذلك لزيادة وعيه بمشكلات المجتمع (الفقر والجوع…الخ ).
يمكننا تحديد أهداف أدب الأطفال في هذه المرحلة وذلك بإشباعهم وتوجيههم نفسيا واجتماعيا وتعليميا ومهني

الأطفال والقراءة

القراءة أعمق بكثير من أن تكون ضم حرف لحرف أخر فهي تقوم على أساس الرموز المكتوبة ، والطفل القارئ يتأمل الرموز اللغوية المكتوبة ويربطها بالمعاني ، ثم يفسر ذلك وفقا لخبرته. ومن الخطأ أن نعتبر تميز الحروف ومجرد النطق بالكلمات قراءة فتلك عملية آلية لا تتضمن صفات القراءة التي تنطوي على كثير من العمليات لربط الإدراك والموازنة والفهم والتقويم ، ويمكن تعريف القراءة على أنه عملية معقدة تماثل جميع العمليات التي يقوم بها الأنسان وهو يحل  المسائل الرياضية فهي عملية الفهم والربط والاستنتاج والتذكر والابتكار والتقويم.
وللقراءة تأثيرات واسعة وعميقة ومتنوعة على الطفل أهمها ما يلي :
1/ توسع دائرة خبرة الأطفال وتنشط قواهم الفكرية وتهذب أذواقهم وتشبع فيهم حب الاستطلاع النافع .
2/ تسمو بخبرات الأطفال العدية فهم يجربون ويختبرون كل ما يحيط بهم والقراءة تزيدهم فهما وتقديرا لمثل هذه التجارب .
3/ تفتح أمام الأطفال أبواب الثقافة العامة أينما كانت، وتشبع خيالهم وتمنحهم ملاذا يرتاحون إليه من عناء أعمالهم اليومية المألوفة . وعن طريق القراءة يعيش الأطفال في الخيال حياة الأبطال التي يتوقون إلى أن يعيشوها في الواقع . وبالتالي يستطيعون أن يرسموا لأنفسهم حدودا لمحيط ا لحياة التي يرغبون أن تكون من نصيبهم .
4/ تساعد على تهذيب مقاييس التذوق لديهم .
5/ تمد الأطفال بالمعلومات الضرورية لحل كثير من المشكلات الشخصية وتنمي الشعور بالذات وبالآخرين ، وترفع مستوى الفهم وفي المسائل الاجتماعية بالتأمل في وجهات النظر المختلفة اعتراضا وتأييدا .
6/ تساعد الطفل على الأعداد العلمي ، التحصيل العلمي ، وحل كثيرا من المشكلات العلمية .
7/ تساعد على التوافق الشخصي والاجتماعي باكتساب الفهم والاتجاهات السليمة وأنماط السلوك المرغوب فيها .
8/ تؤثر في تكوين شخصية الطفل وتدعيمها وبها يكتسب ثقته بنفسه ويطمئن إليها .
الخلاصة/ أن القراءة تفيد الطفل في حياته ، فهي توسع دائرة خبراته وتفتح أمامه أبواب الثقافة العامة ، وتحقق التسلية والمتعة ، وتهذب مقاييس التذوق وتساهم في الإعداد العلمي للطفل بالتوافق الشخصي والاجتماعي له.
 ما يجب أن نهتم به في قراءة الطفل :-
1/ أن يتعود الطفل الاستقلال في القراءة . والاستقلال في تعرف الكلمات وفهمها.
2/ أن نهتم بزيادة الثروة اللفظية للطفل ، ويجب أن ننظر إليها على أنها تتضمن معرفة كلمات جديدة ، أو معرفة معان جديدة ،ويمكن عمل قوائم كلمات كالأوصاف مثلا .
3/ أن نهتم بتعويد الطفل الدقة والعمق في فهم المادة المقروءة ، فيتم تدريب الطفل على استخلاص الأفكار والاحتفاظ بالمعلومات،واكتشاف موضوع القطعة التي يقراها .
4/ أن ندرب الطفل على القراءة الخاطفة عن طريق قراءة أسماء المحال التجارية في الطرقات ، والإعلانات في التلفزيون وما إلى ذلك .
5/ العمل على زيادة سرعة قراءة الطفل في القراءة فالتحسن في السرعة يعني التحسن في الفهم ولتدريب الطفل على السرعة يطلب منه أجابه أسئلة محددة من الكتاب المقروء ، والتدريب على القراءة جملة جملة لا كلمة كلمة وأجراء المنافسات بين الأطفال في تلخيص ما تمت قراءته ، وقراءة القصص الشيقة السهلة .
6/ أن نهتم بتعويد الطفل على القراءة الصامتة الغير مصحوبة بالتمتمة بالشفاف أو التمتمة بالألفاظ . حتى نوفر للطفل الجهد والوقت ،ونزيد من فهمه للمادة المقروءة.
7/ أن نهتم بتكوين الخلفية القرائية لدى الطفل داخل البيت وتتكون هذه الخلفية القرائية التي يوفرها البيت للطفل عندما يبدي الوالدان اهتماما حماسيا بقراءة أطفالهم ، وعندما يقراؤن القصص على مسامعهم ، ويعرضون عليهم صور القصص ويناقشون مضامين الكتب معهم .
ويجب أن يحرص الآباء على تعويد أطفالهم على القراءة ويرغبونهم فيها ويوفرون كل ما من شأنه أن يدفع الطفل للقراءة من تشجيع وإهداء الكتب والقراءة الجماعية مع الأطفال واصطحابهم للمكاتب إلي آخر هذه الوسائل .

دور المكتبة في تنمية ميول القراءة لدى الأطفال :-
 يتمثل برنامج الخدمة في المكتبة أنشطة متنوعة منها:-
القراءة الموجهة ، وتكوين نادي الكتاب، وخدمة المعلومات للأطفال وتنظيم ساعة القصة ، الخدمات التعاونية للمدارس ، ولعب الأطفال التعليمية التثقيفية .
ويحتاج كثير من الآباء لمعرفة الكتب والقصص التي يميل إليها أطفالهم حتى يكونوا عادة القراءة لديهم وقد ثبت أن الأطفال يحبون الكتب والقصص التي تشمل الأتي : -
1/ التي تحرك الخيال وتنميه وتستخدم الأسلوب القصصي .
2/ التي تجلب بهم السرور والمتعة وتستخدم الحوار.
3/ التي تتناول الخبرات والتجارب الإنسانية وتتناول البطولة والشجاعة والأمانة.
4/ التي تتناول تبسيط العلوم المخترعات الحديثة .
5/ التي تتحدث عن الحيوانات والطيور .
6/ التي تعرض القصص الدينية /وتشمل القيم الإيجابية المرغوبة .
7/ التي تذكر المواقف البوليسية .
8/ اكتب ذات الغلاف الملون ومزودة بالصور الملونة المبهجة.

وأخيرا فأن دعوة الأطفال للقراءة تبدا من المنزل ، وأن تكوين الميل إلى القراءة حيث يعطي الآباء نماذج طيبة لأبنائهم وان السلوك العملي أقوى من الدعوة النظرية إلى القراءة.
                                                                                 
7/ يعرف الطفل بمجتمعه ومقوماته الروحية ،ويقوي روح التضامن والتعاون لديه ليعيش إيجابياً في المجتمع حيث يختلط بالآخرين ويتحمل المسئولية ويستطيع التعايش والتميز في مجتمع يتكون من كثير من المتضادات حيث الطيب والخبيث والجيد والرديء.
9/ تعزيز الروح الوطنية ،وتعزيز الانتماء الوطني والعربي وأنه جزء من العلم العربي يشترك معه في الدين واللغة والقيم الروحية والتاريخ.
10/ يجلب المسرة والمتعة إلى نفوس الأطفال وتكوين العواطف والأخيلة ليكون وسيلة شائقة ومفيدة للطفل للتعلم وملء وقت الفراغ.
11/ يتيح فرصة لنشاط عقلي مثمر في مجالات التحصيل والتذكر،والربط بين الحوادث وفهم الأفكار والحكم على الأمور.


فنون أدب الأطفال
 أولا: القصة /                                     
لون من ألوان الأدب وهي وسيلة من وسائل نشر الثقافات والمعارف والعلوم والفلسفات وقد كان لها حضورها في الآداب القديمة عموما وهي تتمتع اليوم بموقع ذي أهمية في الأدب الحديث . والقصة شيء من غذاء العقل والخيال والذوق ، وغذاء الأطفال غير غذاء الكبار إذ يختلفان في النوع الكم والأسلوب وطريقة التقديم ، والأطفال مشغوفون بالقصص ويتقبلونها بانتباه وحماس ، ويتجاوبون مع الأبطال ويفرحون بانتصارهم ويحزنون لانكسارهم وهم لا يملون تكرار القصص وسماعها. ويعتبر بعض علماء النفس مرد إعجاب الأطفال بالقصص والحكايات لأنها لون من ألوان اللعب الإيهامي الذي يحتاج إليه الأطفال الصغار احتياجا شديدا نظرا لتشبع الأطفال بعنصر الخيال وقدرتهم على التجسيد .
الأغراض الترويحية للقصة :-
يرى بعض العلماء أن القصة تحقق مجموعة أغراض ترويحية من أهمها/
1/ توفير فرص الترفيه عن الأطفال في نشاط ترويحي تربوي حيث تمنح القصة الجماعة المتعة والفرح (إذا ما قدمت بأسلوب فني ).
2/ الغرض الأساسي الثاني هو إشباع ميل للعب عند الأطفال اذا قد تعكس القصة الجانب المرح من الحياة كما تبرز الكثير من أنواع العمل المثير فتشبع بذلك مختلف الأمزجة والأحاسيس .
3/ تعريف الأطفال بميراث هائل من الثروة الأدبية . فالقصة شيء من غذاء العقل والخيال والذوق .

    بناء قصة الطفل :
1/ فكرة قصة الطفل :- لا تشكل الفكرة في القصة لمحة عابرة أو سريعة لأن الفكرة تضل في تطور مستمر لذا يطلق عليها قلب القصة لأنها تضل تنبض في بناء القصة دوما ويجب أن تتلاءم مع الأتي :-  
أ‌)      لابد أن تتلاءم الفكرة مع مراحل نمو الطفل النفسية واللغوية والاجتماعية والعاطفية.
ب‌)عدم الإغراق في التفصيلات الفرعية حتى لا تتضاءل الفكرة الأساسية للقصة ويصعب على الطفل التقاط المعنى الذي تحويه القصة .
ج) تضمين القصة أفكارا سياسية ومضامين وطنية مع الحذر .
د) الابتعاد في القصة عن صور التعذيب التخويف والألم والتشاؤم .

2/ الحوادث والوقائع :- الحوادث هي بعد فني للقصة يضيف على بعدها الفكري المتمثل بالموضوع عمقا جديدا ولابد أن تكون الحوادث :
أ‌)      متسلسلة ومترابطة ، وأن تبتعد عن المبالغة حتى لا تفقد القصة تشويقها .
ب‌)يجب عدم الإكثار من الحوادث في القصة لكي لا يقع الطفل في الارتباك ، وبالتالي تضيع عليه فرصة التقاط الحدث الرئيسي ووضوح القصة .

3/ شخصيات القصة :-
أ‌)      الشخصية بعد مهم من أبعاد القصة ومحور أساسي لها وعليه وجب أن تكون واضحة متوافقة مع أحداث القصة وأفكارها .
ب‌)لا بد من بذل جهد كبير في رسم الشخصية كي يجدها الأطفال غير باهته ولا متناقضة في أقوالها .
ج) يقف الأطفال مع الشخصية التي تعاني من اجل تحقيق هدفها  فالتطور المنطقي للقصة لا يسمح للشخصية بتحقيق أي نجاح دون بذل الجهد .
د) لا يشترط أن تكون الشخصية إنسانا فقد تكون حيوان أو نباتا أو جمادا لأو لفظا معنويا مجردا .
هـ) إذا كانت شخصية القصة طفلا وجب أن يظهر بمستوى الواقع ،أي لا نبالغ في المثالية إذ كثيرا ما نجد قصصا يظهر فيها الأطفال بمستوى يفوق المستوى الواقعي للأطفال .

4/ أسلوب القصة :
1- الجانب المادي:- ويتمثل في الألفاظ والجمل والفقرات التي تزيد في حيوية الفكرة .

2:- الجانب  الذهني :-  ويتمثل في إضفاء لمسات جديدة للفكرة ويهدف تأصيلها ودعمها وتكامل الجانبان يؤدي لبروز عمل إبداعي في طبيعته. والأسلوب هو التعبير بصورة واضحة وقوية وجميلة عن الفكرة حتى تبدو عميقة وصادقة ومؤثرة .

أنواع قصص الأطفال :-
1/ قصص الحيوان : وهي من القصص التي يحبها الأطفال كثيرا وذلك لسهولته من حيث تقمص أدوار الحيوانات وتكوين صداقات معها ، وقد أثبتت كثيرا من الدراسات إن أغلب القصص التي اجتذبت الأطفال حتى سن عشر سنوات هي من قصص الحيوان .
2/ القصص التاريخية تقديم التاريخ للأطفال يرتكز على مستندات أساسية ينبغي أن ينتبه إليها من يكتب التاريخ للأطفال وهي :
ا/ يرتبط التاريخ بالمكان ومع أن مفهوم المكان اكثر وضوحا من الزمان لدى الأطفال إلا إن هذا البعد غير واضح أيضا ويتزايد وضوحه بنمو الطفل عقليا واجتماعيا وعاطفيا .
ب/ يرتبط التاريخ بالزمن ومفهوم الزمن غامض بالنسبة للطفل حيث يصعب على الطفل قبل التاسعة أن يدرك المدلولات الزمنية التاريخية .
ج/ يجد الأطفال صعوبة في أدراك مفهوم حركة التاريخ لاعتماد هذه الحركة على البعدين السابقين .
د/ الوقائع والحوادث تتميز بتعقيدها لان منها ما هو سياسي وما هو اجتماعي ، وما يتصل بجماعات مما يجعلها ثقيلة على قدرات الطفل .
يساهم هذا اللون الأدبي في تنمية الحاسة الاجتماعية للطفل حيث يؤكد أهمية شعور الفرد بدوره في المجتمع وتنمية الولاء للوطن وتحريك الوعي الوطني والقومي وروح الثقة والاعتزاز و التمييز بين القيم والمفاهيم المتناقضة .
3/ القصص العلمية :- تساعد على أثارة خيال الطفل وتنمية قدرته العقلية وتهذيب تفكيره. وينتشر هذا النوع من القصص في البلدان الصناعية وبعضها يكتبها علماء مع إضافة لمسات أدبية وبعضها يكتبها أدباء بالأستانة بحصائل العلم الحديث . ولم تجد هذه  القصص طريقها إلى الطفل العربي إلا في حدود ضيقة وقد قام مركز البحوث المصري بدراسة  كان من نتائجها أن الأطفال لا يقبلون  على هذا النوع من القصص ويرجع السبب إلى ما يطرح لهم في الأسواق من قصص غير علمية ويطلق عليها قصص علمية وتفتقر إلى عناصر القصص العلمية وتخلو من التشويق .

ثانيا: الحكايات
                        جزء من الأدب الشعبي ولها معنيان
أولهما : أن الحكاية تعني جميع ألوان السرد القصصي .
ثانيهما : الحكاية الشعبية أو حكاية الواقع الاجتماعي الذي يعيشه الناس وتدعو هذه في العادة إلى تأصيل القيم الأخلاقية الإيجابية وتكشف عن الصراع الطبقي وتنصف في الغالب أبناء الشعب الكادحين .
ويمكن أن ندرج تحت مفهوم الحكايات بمفهومها الواسع ما يلي السمات العامة للحكايات  :-
1/ لا يمكن أن نجد شعب بدون حكايات شعبية مهما كان ذلك الشعب بدائيا بل البدائية شرط لازم لوجود الحكايات الشعبية .
2/ ليس لها مؤلف واحد معروف . لأنها حاصل ضرب عدد كبير من ألوان السرد القصصي الشفهي .
3/ أن مبدع هذه الفنون الشعبية هو الشعب لا غيره (هو الذي أوصى بجمع الحكايات الشعبية في ألمانيا في بداية القرن التاسع عشر ).
وتتضمن الحكايات الشعبية الكثير من الطرافة والجاذبية والشاعرية، ولذلك تصبح مصدر الهام لكثير من الكتاب والرسامين .
من أنواع الحكايات:
الحكايات الخرافية :-
1/ هي لون إبداعي من ألوان الحكايات ، وتتناول وتفسر كثير من أسرار الحياة وهي تنقل بلغة الناس الدارجة ، أما الأسطورة فتنقل بلغة فصيحة.
2/ تتخذ سلسلة من المخاطرات التي تلعب فيها الخوارق المرئية وغير المرئية كالجن والعفاريت دورا واضحا حتى يستطيع البطل تحقيق أهدافه.
3/ تبدو مقطوعة الجذور بالمكان والزمان حيث أنها تتخذ شكلا عالميا تستمد مادتها من العقائد الدينية والأساطير .
4/ أهم ما في الحكاية الخرافية هو اتجاهها  الأخلاقي ، وهي تكافئ الخير بالخير والشر بالشر.
5/ سهلة خالية من التعقيد ،لذا فهي قريبة إلى مدارك الأطفال وبعضها يزرع في الطفل السلبيات واحدة بعد الأخرى ، ونزعة الجبن والتقليد ، وبعضها يشيع في نفوس الأطفال النشوة ويخصب الخيال ، وهذا يستلزم حسن الاختيار وفق ضوابط أدبية وتربوية .


ثالثا/ شعر الأطفال :-
الطفل يميل إلى حب الشعر وهو في المهد فيستسلم للنوم العميق ، ويضل يأنس به خلال سنوات نموه ويلعب الشعر دورا كبيرا في تلبية حاجات الطفل الجسمية والعاطفية ويسهم في نموه العقلي والأدبي والاجتماعي .
ولم يظهر شعر الأطفال للوجود إلا بعد أن تغيرت النظرة إلى الطفل بوقت قريب ، وتشكل بداية القرن العشرين أولى المنطلقات لهذا اللون الأدبي .
بعض المحاولات لتقديم الشعر للأطفال :-
1/ الشاعر أحمد شوقي في الفترة ما بين ( 1868-1932) من أوائل من دعى للعناية بأدب الأطفال فقد قدم نحو عشر مقطوعات شعرية ونحو ثلاثين قصة شعرية على ألسنة الحيوانات .
2/ سبق شوقي في نظم القصص الشعرية شعراء عديدون منهم : محمد عثمان جلال 1838- 1890 في ديوانه العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ وهو ترجمة لأمثال لافونتين في مائتي قصة شعرية .
ويعتبر محمد الهراوي 1885 -1939 أول من أنصرف بجد نحو شعر الأطفال فابدع مقطوعات شعرية تناسب مستوياتهم الإدراكية واللغوية ومن منظوماته الشعرية ((سمير الأطفال للبنين ))  وسمير الأطفال للبنات  وكلا منهما في ثلاثة أجزاء كما كتب عدد من القصص المنشورة وكان شعره في الغالب شعرا تعليميا .

أهم المميزات ا العامة للشعر المناسب للأطفال :-
1/ استخدام الكلمات ذات الانسجام الخاص والتي يتسع لها قاموس الطفل اللغوي والإدراكي .
2/ أن يتجانس اللفظ مع المعنى  أي أن يكون اللفظ رقيقا في المواقف الرقيقة وقويا في المواقف القوية .
3/ أن يحمل أفكارا وقيما تمد الأطفال بالتجارب وتجعله أكثر إحساسا بالحياة وان تكون الأفكار واضحة يدركها الطفل .
4/ أن تكون لغة شعر الأطفال العربية الفصيحة .
5/ أن يتلاءم شعر الأطفال شكلا ومضمونا مع مستويات نمو الأطفال الأدبي والعقلي والاجتماعي لأن لكل مرحلة من مراحل نمو الطفولة ما يناسبها  من الشعر.

رابعا :أدب مسرح الاطفال

    بدءا لابد من تذكّر موقع الطفل ومكانته في الحياة الإنسانية ومن ثمَّ من أهمية التعاطي مع الدراسات المعرفية وخطاباتها المتنوعة التي تحاول الإفادة من تراكم الخبرات   وتطورها في توفير أفضل الفرص لحياة إنسانية هادئة سليمة تطمِّن حاجات الطفل ونموه وتفي بمنحه الأجواء المحيطة المطلوبة، انطلاقا من المسؤولية الإنسانية الواجبة تجاه الطفل كونه بذرة ديمومة الحياة واستمرارها فضلا عمّا يمنحه الطفل لحيواتنا من قيم وطقوس وإشارات غنية الدلالة ومن كونه الأساس لرسم الخريطة الحقة للحياة الإنسانية الراشدة.. وعراقيا يبقى الطفل مكبلا بالوضع العام بكل ما يفرضه من استلابات ومصادرات وأشكال استغلال واستباحة لحياته ومطالبها وحاجاتها مع استثناءات ومنافذ قليلة...                                                                                     
ويهمني على هذه الخلفية الخاصة بالطفل العراقي وقبل الدخول في محاور محاضرتي التخصصية في مجالها المسرحي أنْ أضع دعوةَ َ بين أيديكم تنادي بضرورة البدء بحملة من أجل الطفولة العراقية محمية من آلام العنف المستشري وآثار جريمة إشعاع اليورانيوم المنضب من مخلفات الحروب العبثية الكارثية وتحرير الطفولة العراقية أيضا من أشكال الاستغلال سواء في تشغيلهم بما يتنافى والقوانين المخصوصة أم في دفعهم قسرا إلأى ميادين الجريمة بأنماطها أم باستلاب الطفولة حقوقها واغتصاب عفويتها وبراءتها.. وتلكم مهمة تكتسب أولويتها من خطورة التعاطي مع القضية وتأثير ذلك على مستقبلنا ومَن بعدنا جميعا.
ودعوة أخرى تتمثل في تنشيط مهمة رعاية الطفولة عبر إتاحة فرص واسعة لأنشطتهم ومنع استغلالهم تشغيلا وسرقة لأعمارهم وإقامة برلمانهم وتوفير الغطاء القانوني مع إيجاد المساحة الأوسع لمسرح الطفل في كل من المدرسة والحي والمدينة...
إنَّ مما يفيد في مجال قراءة مسرح الطفل أن نتعرَّفَ إلى المنطلقات الدرامية المسرحية من جهة وإلى الأواليات الخاصة بتوصيف أفعال الطفل وآليات تطوره وسمات مراحل نموه النفسي والبدني... فالطفل هو الكائن الذي يمثلنا لحظة ولادتنا التي تسجل أول خطوة في رحلة حياة الإنسان الفرد والإنسان الجماعة. وبهذا فهو يمثل اللوح الأول الذي يمتلك بيولوجيا أسس وجودنا والشفرة التامة للاحق ظهور آليات وجودنا من غرائز ورغبات وحاجات هي جوهر دوافع وقائع حيواتنا البشرية قبل أنْ نحفرَ أو نكتبَ على هذا اللوح توجهاته النفسية الاجتماعية المكتسبة في ضوء درجة التطور التراكمي*لمعرفتنا .... المسرح لماذا وُلِد أهميته في وجود الشعوب ومقياس تمدنها؟؟
مسرح الطفل: التعريف:
مسرح الطفل هو مسرح حقيقي بكل مفرداته وعناصر عمله بدءا من النص الدرامي ومرورا بتحضيرات العرض المسرحي وتشكّله بوساطة المخرج والمنتج (أو عناصر الانتاج) واشتغال الممثلين على أداء مهامهم بكفاية.
وما يميز مسرح الطفل ويطبعه بسماته المخصوصة هو خصوصية الغاية والجمهور المستهدف ومن ثمَّ ما يفرضه ذلك من آليات الخطاب المخصوص..ونحن نعرف أن الجمهور المباشر الرئيس هو الأطفال من 5 – 15 سنة ولكن هذا لا ينفي جمهورا غير مباشر يتكون من الكبار المعنيين بالتقاط رسائل هذا المسرح وط رائق تعاملها ومعالجاتها لأدائها في مسرحي البيت والمدرسة. وهما أيضا يمثلان وجها آخر من مسرح الطفل..
إذن مسرح الطفل هو صنف درامي مسرحي يأخذ طابعه الخاص (خصائصه) وهويته من وظائفيته ولأن هذه الوظائفية تتحدد بطبيعة الجمهور المستهدف ولخصوصية هذا الجمهور صار لزاما العمل المشروط :
فالمستوى الإدراكي والنفسي يحدد:
 1ـ اللغة:
أ‌. الثروة المعجمية للطفل ما تزال ضئيلة.. مقصورة على بضع مفردات ولكنه يمتلك الخلفية القادرة على اكتساب الجديد من جهة وعلى إدراك العالم المحيط بآلية تفكير مخصوصة به..
ب‌. حالة إبداع المفردة ونحت العبارة وبنائها صوريا بآلية الرسم لا بآلية القواعد اللغوية المتعارف عليها...
ت‌. الأداء الصوتي للحروف ومخارجها وللألفاظ وسلامتها وللعبارات وصوابها مخصوص الطابع.
ث‌. اللغة عند جمهور الطفولة إشارية وصفية لا تحليلية نقدية
ج‌. الموسيقا الإيقاعات بخلاف فكرة الهرج مرج فالمويسقا تثير ترتيب أو إعادة ترتيب عمل الماغ

 2ـ آليات العرض

أ‌. البصري لدى الطفل أكثر أهمية حيث الضوء والكتل

ب‌. وحيث الفراغ والمسافات أو المساحات والفضاء (التشكيل من رسم ونحت: السينوغرافيا)

ت‌. ضبط الحركة والميزانسين

ث‌. علاقة الممثل بالآخر بالمتلقي قائمة على الحوار المباشر بالأسئلة وغير المباشر بالإيحاء لاستثارة قرار أو دفع للمشاركة ولاستثارة حكم داخلي .

3.
الموضوعات:

أ‌. الخيالي

ب‌. الواقعي

ت‌. الحيوانات والطيور

ث‌. رصد العلاقات وتنميتها

ج‌. تصنيف الأشياء ووصفها وترتيبها

4ـ بنية الحبكة:

أ‌. البساطة : أبسط عملية ذهنية

ب‌.السبب والنتيجة مباشران

ت‌.الحزورة سهلة واضحة

ث‌.السؤال مباشر

ج‌. إثارة السجالات الثرثرة

ح‌. الأغاني

خ‌. التداعيات الذهني
د‌. الحلم




سمات مسرح الطفل:

1.
استخدام لغة سهلة تصل ذهن الطفل..

2.
الفكرة البسيطة الواضحة..

3.
التشويق والإبهار..

4.
الاستعانة بالحركات والرقصات..

5.
إضفاء طابع البهجة والمرح..

6.
تضمّن المغزى التربوي التعليمي..

مسرح الطفل: الأهمية

يمكن أن نخلص إلى نتيجة تحدد لنا أهمية البحث في مسرح الطفل كونه نشاطا جماليا يفيد في تنمية الثقافة العامة وزيادة الخبرات والمهارات والمعلومات فضلا عن ترسيخ التجربة وإغناء سمات شخصية الطفل... وكنتيجة نهائية نحن بصدد إنجاز الجهد التأسيسي لخطة استراتيجية بشأن بنية الشخصية الإنسانية المستقبلية ومن ثمَّ بنية الإنسان المجتمع أو باصطلاح آخر رسم صورة المجتمع الإنساني العامة بطريقة غنية في أنسنة سماتها وطيدة في صحية وجودها وصواب السلوك فيها...

مسرح الطفل: الدور الوظيفي البنائي

يمكننا هنا أن نعيد الإشارة موجزة إلى أنَّ بيتا بلا معرفة بمسرح الطفل ومدرسة بلا مسرح ومجتمعا بلا مسرح للطفل هي جميعا مؤسسات اجتماعية ناقصة في أداء مهامها البنائية ليس لشخصية الطفل حسب بل لشخصية الإنسان البالغ في قابل الزمن ومن ثمَّ في استثمار أدوات وظيفية لبناء الإنسان بالتأسيس له منذ طفولته...

إنَّ الدور البنائي لمسرح الطفل يكمن في أهمية الأساس في أيّ بناء فلا بناية بلا أساس متين وإذا قامت على أساس غير مميز فهي عرضة لاحتمالات السقوط والهدم. ولنتذكر بالخصوص معنى أن يُبنى الأساس متينا مدروسا دراسة علمية كما في تلك الأبنية الضخمة التي لا تطيح بها الأعاصير ولا تهدها الزلازل فيما بيوتنا التي تُبنى بتراثيات الهندسة القديمة لا تصمد حتى لتقادم الزمن.. ولننظر إلى حالات سقوط العمارات على رؤوس أصحابها بسبب القصور في الأساسات ومواد البناء وأخطر من هذا بكثير بناء الإنسان بناء قاصرا بالتأسيس له على طريقة "هو ينمو مثلما تربينا نحن في بيوت الآباء والأجداد!"

إنَّ هذه العبارة من الخطورة بمكان لأنها تغفل أن إعداد الشخص ينبغي أن يكون بما يتوافق وطبيعة محيطه وحياته وخصائصها. فهل نعدّ مهندسا بمعارف الطبيب أو العكس وهل نعدّ عالم لغة بمعارف عالم الاجتماع أو عالم النفس؟ وإنسانيا هل يستوي إعداد الفلاح لأبنائه بطرائق إعداد العامل لأبنائه أو إعداد ابن الريف أو البادية بابن المدينة؟

إنَّ لوح الطفل الأبيض وهو يأتي إلى الحياة بحاجة لمن يغذيه بالمعلومات التي تتناسب وحياته المستقبلية.. فهل منّا من يرى أنّ أمر التكوين التربوي النفسي وإعداد الشخصية الإنسانية هي قضية عادية تتم آليا بلا جهد مدروس؟ مثلما تُبنى بيوت الطين وليس مثلما تُبنى عمارات مقاومة الزلازل؟؟
نحن بحاجة جدية للتصدي لمسؤولياتنا ومن المثير للشفقة أنّ عديدا من جيراننا وبعض معارفنا تسير عندهم الأمور على وفق قناعات الإعجاب والانبهار بهذه الصورة أو تلك الطريقة من دون قرار علمي مدروس يستند إلى العلوم التخصصية. وكم منّا من يزدري نتائج البحوث العلمية ويتهمها بالمبالغة والتشنج في التعاطي مع الإنسان ومراحل نموه وتطور حياته ومداركه فيها.. وكم منّا من يزدري الفنون والمسرح ولا يرى فيه إلا كماليات هامشية لا قيمة جدية فيها ويدرج في سخريته ملايين أطفال العالم الذين تنقص حاجاتهم الحيوية الأساس، فأي مسرح وأي تأسيس لحياة الطفل ومستقبل الناس؟!
ولكنه يغفل أنه بهذا يتحدث عن الوجه السلبي للحياة. الوجه الذي لا يلبي الضرورات الإنسانية في غذاء الروح الثقافي المعرفي مثلما لا يلبي غذاء البدن وحاجاته. فيما نحن هنا نتحدث عن الطبيعي في الحياة الإنسانية التي لاتغفل التصدي لحقوق الطفل في حياة مستقرة آمنة وفي نمو صحي بدنيا ونفسيا وتربويا؛ وتلك هي مسؤولية الكلمة والموقف.

إنَّ التأسيس لشخصية الإنسان تنطلق من هنا حيث الاستجابة لحاجاته وتلبيتها بما يدفع لنمو ونضج صحي صحيح . ومن الطبيعي أن ندرك بالخصوص دور دراما الطفل عبر آليات اشتغالها...

مسرح الطفل: آليات العمل

1.
التغذية غير المباشرة بالمعلومات...

2.
والتوجيه بطريقة لا تتعرض إلى تفاصيل حركات الطفل ولعبه اليومي..

3.
التشويق والشد والجذب بطرائق الإبهار والتلوينات وما يماثلها ...

4.
المشاركة والمشاطرة في اللعب...

مسرح الطفل: الأهداف

1.
الصحة النفسية:   بعضها يأتي طبيعيا وآخر بحاجة لمعالجات جدية إضافية بوساطة جماليات المسرح التي تسد حاجة داخلية لسعي الإنسان إلى كل ما هو تام مكتمل متناسق ماتناسب وهي مفردات للجميل والجمال كما تستطيع الدراما أن تنقل التعبير عن القيم العقلية أو المضمونية بأفضل أشكال التعبير الجمالي وأوسعها في التعاطي مع المعلومات التي يكشف عنها العقل البشري... [[مثلا معالجة حالات القلق الخوف الخجل بآليات مسرح الطفل ومثال التدريب الصوتي بشأن طريقة الإلقاء عبر تدرج من فهم المفردة وحفظها ومرادفاتها وحتى أداءها بالطريقة المثلى]]

 2 ـ الإخلاص.

3 ـ لانهماك

  4 ـ الثقة
5 ـ الانطلاق اللغوي في التعبير الشفوي.

 6 ـ الحساسية

 7 ـ فهم الطباع وتمييزها

8 ـ الانسجام مع المواقف

9 ـ البهجة الواعية بالحركة والإيقاع

 10 ـ الصدق

ودعوني أعرج قليلا باتجاه الطفل نفسه ومساهماته في مسرح الطفل ودور ذلك في المستهدفات التي أشرنا إليها للتو وفي إنجاز نتائجها بحسب المراحل العمرية للطفل..
فللطفل [كما ترى بحوث علم النفس والخبرات المعرفية] آليات مادية ونفسية للتعرف إلى محيطه وهي كثيرة ومتنوعة ومن ذلك (اللعب) الذي يعني شكلا واقعيا عمليا ملموسا من أشكال النشاط وهو أي اللعب يمثل آلية عفوية فطرية لإدراك الذات والآخر ومحيطهما أو بيئتهما، استكشافا وإضافة وتلبية للحاجات المادية والروحية لهذا الكائن الإنساني (الطفل)... وعليه فاللعب يندرج في إطار تلبية حركة النمو ومفردات تطوره لاكتساب منطق التفكير الإنساني المتأتي من النمو العصبي والبيولوجي وتراكم التجاريب والمهارات أو الخبرات بما ينفي كون التفكير ومنطقه سمة فطرية ولكن بعض ما يؤدي لاكتساب التفكير قد يكون دافعه ميل فطري كما في اللعب..
ومن المفيد بهذا الخصوص أن نشير إلى العامل الحاسم وممتلك الأهمية البارزة المميزة للعب في حياة الطفل وبصيغة أخرى نجد أن الإنسان البالغ هو حصيلة الخبرات وتراكم المهارات والمعارف الناجمة عن نشاط الطفولة ومن ذلك اللعب وصيغته العليا أو المتطورة أيّ التمثيل. وعليه فالدراما (المسرح) عند الطفل هي شكل من أشكال تصرفاته وسلوكياته الواقعية بوصفها تمظهرات لأداءاته الانفعالية ووقائع أفعاله وردود تلك الأفعال بالملموس..
وبهذه الرؤية يكون اللعب عند الطفل حالة سلوكية إيجابية فاعلة لا سلبية تتحدد في ملء فراغ أو معالجة حال التعطل واللعب عندهم أداة تفكير ونمو فيه وتمثل للحياة نفسها.. ومن هنا وجب رعاية الطفل وإشعاره بالاهتمام والحنو واكتساب صداقته تفعيلا للفرص التي يحتاجها لتوسيع دائرة ألعابه بمعنى آخر توسيع أدوات اكتساب معارفه وخبراته وتكوين شخصيته المستقبلية...
وفي بعض ألعاب الطفل نجد محاولات تقليد أو تقمص شخصيات وظهور تعبيرات انفعالية أو سلوكيات عاطفية ما يجعلنا هنا نتحدث عن دراما الطفل وسماتها كونها تلتصق بقوة بمنطق لعبه مثلما يلتصق اللعب بحياته بل يعبر عن حياته الحقيقية الفعلية.. وفي غمرة دراما الطفل اللعبة تجري فعاليتان هما التقمص والاندماج بالدور بعيدا عن فكرة الاهتمام بوجود من يشاهد الفعل وفعالية دقة الأداء للدور بمحاولات التجريب والتدريب والتقويم والتصويب وهي الفعالية التي تنجم عن الأولى وهذا ما يجب أن ننميه ونفعله ونمنحه الفرص الوافية لأنه الأداة التعليمية الأمثل...
وللعب المقابل لدراما الطفل ومسرحة حياته نمطان هما: اللعب الشخصي واللعب الإسقاطي بما يميز بين اللعب الواقعي واللعب الخيالي أو ما يعكس تفاصيل مادية حقيقية لحركة الطفل وما يمثل انعكاسا لخبراته الداخلية الباطنة الخيالية.. فأما اللعب الإسقاطي فيمثل مسرحة يوظف فيها الطفل عقله بدرجة أكبر من استثمار جسمه في التعاطي مع عرائسه ومكعباته ومواده التي تمثل أدوات لعبه.. وهي هنا التي تقوم بالأدوار عبر صوته أو يديه ولكن من دون الحاجة لحركة جسمه أو استخدامه. إنَّ الطفل هنا يقوم بإسقاط مخيلته على تلك الأدوات ليحركها في ضوء رؤاه وتصوراته وخبراته التي تتهذَّب تدريجا عبر الدربة والخبرة التي يكتشفها من ذاك اللعب الإسقاطي. [[الإسقاط في علم النفس: يشير إلى حيلة لا شعورية من حيل دفاع الأنا وبمقتضى تلك الحيلة [الإسقاط] ينسب الشخص إلى غيره ميولاً وأفكاراً (مستمدة من خبرته الذاتية) يرفض الاعتراف النفسي الداخلي بها لأنَّ ذلك سيجعلها سببا في آلامه وفيما تثيره من مشاعر الذنب لديه، والاسقاط بهذا التوصيف وسيلة للكبت أو أسلوب لاستبعاد الآلام النفسية (الباطنة الداخلية) عن حيز الشعور والوعي. ويرى سيجموند فرويد:"ان العناصر التي يتناولها الاسقاط يدركها الشخص ثانية بوصفها موضوعات خارجية منقطعة الصلة بالخبرة الذاتية الصادرة عنها أصلاً، فالادراك الداخلي يُلغى ويصل مضمونه إلى الشعور عوضاً عنه في شكل ادراك صادر عن الخارج بعد أن يكون قد لحقه بعض التشويه أو التغيير ومن هنا اعتقاد من يمارس الإسقاط أنه يقول ذلك عن قناعة يدرك بها تصرف الآخر الذي يُسقط عليه سمات هي في الحقيقة سمات موجودة في لا شعوره أو في عقله الباطن. وعليه فالاسقاط Projection آلية نفسية شائعة يعزو الشخص بوساطتها او عن طريقها للآخرين أحاسيس وعواطف ومشاعر مكبوتة بداخله هو.]](1) وما يهمنا هنا من اصطلاح الإسقاط الطفولي هو محاولته أن يعزو ما بداخله من تخيلات وخبرات على الآخر بطريقة تمثيلية هنا بطريقة اللعب الإسقاطي هذا بما يجعله يعيد توازنات ويوفر لنفسه أدوات التعرف واكتساب المهارات والمعارف الجديدة...
وأما اللعب الشخصي فيعني ممارسة اللعب أو التمثيل (دراما الطفل) بتظيف تام كامل لوجوده عقلا وبدنا وبهذا ينهض الطفل بأمر تشخيص ما يريد صوتيا وحركيا. وهذا النط من اللعب ينمو ويزداد بدءا بعمر الخامسة ويتجه صعودا بتقدم المراحل العمرية وكفاءته في السيطرة على أدائه البدني تحديدا إلى جانب تنامي مهاراته وخبراته العقلية...
وسيكون من المفيد هنا أن نؤكد على أنَّ شخصية الإنسان البالغ ستتحدد في ضوء الفرص المتاحة لممارسة اللعب وعلى نسب التوازنات بين اللعب الإسقاطي واللعب الشخصي في طفولة الإنسان. فقد يفقد ثقته بنفسه وبالآخرين إذا ما صادف حرمانا في فرص اللعب. أما بشأن النسب فبزيادة اللعب الإسقاطي [ومنه] تنمو شخصية تتعاطى الفن، الموسيقا والألعاب الرياضية وقدرات القراءة والكتابة وبالتأكيد سمات التحمّل والحلم وتنظيم أوترتيب الأشياء... وبزيادة اللعب الشخصي تنمو أمور منها ممارسة الرياضة والرقص وقدرة القيادة والتحكّم...
أما بشأن إشكالية التناسب هذه بوصفها معيارا حياتيا ومقياسا لدرجة نمو الطفل، فإنّنا يمكن أن نرصد تحقق مستوى تعادليا لدى الطفل بوصوله لإدراك المفهوم العاطفي والجمالي للدراما حيث التناسق بين توظيف المساحات الواقعية للمفردات التي يتعاطى معها بلعبه الشخصي وبين معطيات لعبه الإسقاطي بكل ما يملكه من افتراضات وتخيلات... والتعادلية هنا تمثل الوصول إلى تنظيم الكتلة واللون والمسافة تنظيما يخضع للمنطق العقلي الأسمي ....
وفي هذا الإطار يمكن ملاحظة حب الطفل للأصوات وتقسيمهم إياها على إيقاعات زمنية وأوزان ليكتشفوا الكلام والدراما المعادلة لتفاصيل حيواتهم اليومية ويمكن طبعا هنا أن نجذب الطفل لأصوات وحركات بديلة تؤمِّن سلامتهم ولكنها لا تمنعهم من ممارسة الحركات والأصوات التي عادة ما يثيرونها.. كما يمكننا أن نجيب إجابات غير ذات معنى أو قيمة محددة على أنه يجب إدارة حوار مع الأطفال فالهدف هنا هو تمرينات أداء الشكل الحواري بما يخلق علاقات متينة ويفتح قنوات بين الطفل والآخر ويمنحه مهارة إدارة الحوار أو العلاقة مع محيطه...
وفي الإطار أيضا ينبغي ألا ندفع أطفالنا إلى الاهتمام بلفت نظر الآخرين إليهم وإنما ينبغي أن نشاركهم فيما يمكنهم أداءه من دون إشعارهم بمراقبتنا لهم. وفي الوقت ذاته لا نسخر من أي عمل ممسرح ولنترك فرصا للإعادة والتكرار من الطفل نفسه لكي يتعرف إلى أخطائه وطبعا لا ينبغي أن نلمّ ألعاب الطفل ونرتبها بما يفرض مصادرة للطفل في طريقة ترتيبه الأشياء ولكن يمكن مساعدته تدريجا في قضية الترتيب وتفعيل عامل التنظيم في ضوء جذب الطفل إلى الهدف المؤمل وبلا ألم أو قسر أي بالتشجيع على النظافة والصائب المنظم بطرق متنوعة جذابة..
ومن أجل مزيد من الاقتراب من فكرة دراما الطفل ومسرحة حياته يمكننا أن نفعل ذلك في ضوء المراحل العمرية لأن لكل مرحلة عمرية آلية اشتغال وإمكانات إدراكية وانفعالية محددة. كما أن سلوك اللعب يختلف أسلوبا وتعقيدا ونظاما ونوعية بحسب تلك المراحل ودرجة النمو العقلي والبدني لدى الطفل.

[[
مثال:ص14 بياجيه وعائين متساويين وفيهما لحد النصف كمية من الخرز وباختلاف طول الوعائين سيجد طفل الرابعة من العمر أن الوعاء الأطول يحتوي على كمية أكثر فيما طفل السابعة يعرف أن الكمية ستظل ثابتة على الرغم من اختلاف مظهر الوعاء...]](2) وهذه إشارة لاختلاف القدرات الإدراكية ويمكننا طبعا أن نلاحظ بوضوح الفروق البدنية بين عمرين مختلفين..
علينا أن نقدم للطفل ما يناسب سنّه لأنَّ الدراسات النفسية تقول إنه يتهرب من الأعمال التي تعلو على مستواه فيما يثابر على أداء ما يشعر بنجاحه في تحقيقه... والفكرة هنا أننا نحقق علاقة إيجابية بين الطفل ومحيطه ومن ثم تخلق طفلا إيجابيا التفاعل مع الآخر.. تقوزل ونفيرد وورد " فما يقبله الأطفال في سن الخامسة يبدو تافها بالنسبة للأطفال في سن الحادية عشرة وما يهز مشاعر هؤلاء يثير فزع الأطفال في الخامسة"[وينفريد وارد مسرح الأطفال ترجمة محمد شاهين مطبعة المعرفة 1966ص145]](3)
ويمكننا أن نتلمس مراحل النمو الرئيسة وتوصيفاتها ومسمياتها متمثلة في:

1.
مرحلة الواقعية والخيال المحدود (3-5سنة)

الأطفال هنا ليسوا بحاجة لمسرحة تفاصيلهم وعالمهم ما زال محدودا بالبيت وبالمقربين منهم ولعبهم وسيلة لتنمية قدراتهم الحركية والإدراكية. ومع ذلك يمكن أن نقدم لهم مسرحية تركز على الحركة وعالم الحيوان والعرائس وتستخدم أفلام كارتون أكثر وتعتمد المحسوسات بتشويق تام وإبهار الضوء واللون والشكل... ومن الطبيعي أن ندرك خلو الطفل من الإمكانات اللغوية وقدرات الإدراك لغير المحسوس..

2.
مرحلة الخيال المنطلق (6-8)

3.
مرحلة البطولة (9-12)

4.
مرحلة المثالية (13-16)

وفي ضوء ذلك سيكون علينا أولا أن نبدأ فكرة مسرح الطفل لمرحلة الخيال المنطلق أو الحر من عمر الخامسة على أن تمتد المرحلة إلى السابعة أو كما عند بعضهم إلى الثامنة. وهذه المرحلة لا يمكننا فيها أن نفرض نصا مسرحيا أو منصة مسرحية ولكننا نستثير في الطفل قدراته في الارتجال سواء في خلق المواقف وتشكيلها أم في إبداع اللغة أم في أداء الحركات.. وكل ما ينبغي تذكره هنا هو أن نكون مشجعين لا موجهين واصدقاء مشاركين الانفعال لا آمرين مقوِّمين فضلا عن شيء من الإثارة وعوامل الجذب والشد والسيطرة على انتباه الأطفال بطريقة مناسبة غير مباشرة أو بما نسميه فن التغذية وهي طريقة تفتح العلاقة باتجاهين بين المربي والطفل ولا تقف في حدود اتجاه واحد...

وتطبيقيا نستثمر طرائق تمييز الطفل للصوت فنُعنى بالإيقاع الزمني وبالنغم والذروة ةيمكن لهذا الغرض استخدام الطبول والصفارات وعلب الصفيح والعصي وفي سنوات متقدمة من هذه المرحلة يمكن استخدام آلات موسيقية كالبيانو. وسيفيدنا هذا في التعاطي أو التفاعل مع الميول الصوتية للطفل ولأداءاته فنطوِّر من إمكاناته ومهاراته فيها.
يمكننا أيضا وضع ملخص لتوصيف مسرح يناسب هذه المرحلة العمرية بالآتي:

1ـ الخيالية في الحكايات.
2ـ استخدام العرائس أو المسرح البشري أو كليهما..
3ـ استقاء المادة من البيئة المحيطة بالطفل..
4 ـ توظيف جزئية من القيم التربوية الاجتماعية بشكل غير مباشر..
5ـ تحتوي على نوع من المغامرات..
6ـ وضوح الأسلوب والفكرة وبساطتهما... [[عن بحث آراء وخبرات العاملين بمسرح الأطفال في مصر للمنركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية مركز ثقافة الطفل 1979 ص84]](4)
[[
مثال: أطلق لمجموعة من الأطفال صفارة وأسأل ماذا سمعنا؟ وأستثمر إجابة (قطار) لأطلب منهم أن ينطلقوا بالقطار وأبدأ بزيادة أو خفض سرعة الصافرة بطريقة تمرّن الأطفال على التعاطي مع الإيقاع الزمني ومع الذروة وما إليها... كما إنني سألاحظ معهم التنظيم المكاني والحركة الدائرية أو اللولبية من دون أن يتطلب تنبيههم إلى أخطاء في التدافع بطريقة معيقة أو محبطة.... وبمتابعة الخطة التمثيلية الممسرحة أستثمر لحظة التعب لإعلان الوصول للمحطة وأسأل إلىأين نذهب في إيحاء للبيت وللاستراحة والنوم وهكذا. وبشأن ميدان العمل إذا لم يكن متاحا أنْ تجد مساحة مناسبة فيمكن تخيل الأشياء وقطع الأثاث مرتفعات أو كما الوديان وغير ذلك...]](5)
وبدخول الطفل مرحلة [البطولة] عمرية بين التاسعة وحتى الحادية عشرة [إلى 12] حيث تظهر سمة إعجاب الطفل بشخصيات الآخرين وتقليدهم فيبدأ في الانتقال التدريجي من عالم الخيال إلى الواقع. ونكون أمام مسؤولية مختلفة في آلية مسرحة حياة طفل هذه المرحلة. وهي مرحلة يُسجل فيها بلوغ طفل التاسعة إمكان تأليف القصة وتمثيلها مع ميل أكبر نحو الواقعية كما أشرنا للتو ولهذا فإنَّ واجبنا المهم هنا تجاه طفل التاسعة هو تشجيعه على الانطلاق في الكلام من دون أن تقلقنا فكرة احتمال أن يتحولوا لسلوك الوقاحة لسبب الانطلاق في الكلام لأنّنا سنجذبهم لعلاقة احترام تدفعهم لمنحنا مقابلا يكمن في سواء السلوك.. وكل ما علينا أن نتذكر حقيقة كون اللغة أصوات نعبر بها عن أغراضنا وأية أصوات تصدر عن طفل هذه المرحلة ينبغي تشجيعها وتحديدا باتجاه إبراز الوضوح في الأداء والالتزام في المعطيات الدلالية وكلما وجد طفل المرحلة اهتماما وتشجيعا بالخصوص تجنب لغة الشارع بكل سماتها السلبية من فوضى الأداء ورطانته إلى معجمه السلبي القبيح. والعكس عند فقدان الدعم... [[الحديث هنا عن المستويات اللغوية فلغة المدرسة وأطرافها (مدرّس تلميذ \تلاميذ...) وعناصرها المادة العلمية وموضوعات المختبر والمرسم وصالات الفن والرياضة والاستراحات والمكتبة وهذه جميعها يمكنها أن تتيح فرصا متنوعة لأساليب الكلام؛ ولغة الشارع وموضوعاتها وطرائق أدائها]](6)
ومثلما التشجيع على الانطلاق في الكلام يكون الطفل في هذه المرحلة قد وصل مستوى جديدا من الحاجة لدعمه للانطلاق في التمثيل وهكذا ينبغي هنا أن نسمح بتمثيل بعض الأدوار التي قد لا نرغب فيها ولكنها تعدّ وسيلة تفريغ أو وسيلة علاجية لكونه تمثيلا يُؤدَّى لاشعوريا فيمنح التطهير العلاجي فضلا عن تحقيق قيم البطولة والشجاعة والمغامرة بما يفرغ تلك الشحنة في الأداء الواقعي لاحقا في تفاصيل حياته..
على أنّنا في هذه المرحلة العمرية يمكننا أن نتعاطى مع إمكانات الطفل للتفاعل مع قصة أكثر تعقيدا كما في مقترحاتنا في القصص العالمي والأساطير لأن الطفل يمكنه أن يفكر بالحبكة ويحسّ بها ولو بطريقة أولية كما يمكنه تلقي المعلومات العلمية..
ومن الطبيعي أن نلاحظ أهمية تنمية الحساسية الاجتماعية عبر فعالية الرقص الجماعي التي يشترك فيها أفراد هم بعض أو كل الفصل الدراسي الواحد... وفي الحقيقة فإنّ انتباه الطفل للمسافة مع الآخر في الرقص ولوقع قدمه وما يصدره من صوت يعني تنامي الانتباه نحو الآخر ورسم العلاقة معه فضلا عن تنمية الأسلوب الشخصي في الأداء بمعنى ضبط أو السيطرة على الحركات الشخصية وعلى القيم السلوكية حيث ملاحظة الانتقال من الخيال إلى الواقع كما أسلفنا...
وبدخول مرحلة [المثالية] ما بين 13 - 15\16 [ألفت انتباهكم إلى أن الطفل في حال من التغيرات السريعة تحسب وتقاس بالأشهر] سيكون علينا أن نتعامل مع واقعية أفضل وسيكون هناك فرز بين القصص التي يتبناها الأولاد من تلك التي يتبنينها البنات علما أن البنات ينضجن في هذا العمر أسرع ما يتطلب التعاطي مع فروق التسارع في التفاعل مع متغيرات الخبرات وتطلعات كل من الجنسين وغير هذا وذاك نلمس تحول طفل المرحلة [مرحلة المراهقة المبكرة والمتأخرة] هذه باتجاه الرغبة في الأداء في صالة مسرحية أي على الركح وبحركة أدق في التعاطي مع واقعية التفكير ومن ثم ولوج المعلومات التاريخية والأخلاقية الفلسفية المخاطِبة للعقل، لكننا ينبغي أن نواصل دعم فكرة الارتجال من أجل تعزيز الطاقات الإبداعية لدى الأطفال من هذه المرحلة العمرية ونحن بحاجة هنا إلى أن نترك لكل طفل فرصة لكي يقول العبارة التي يراها مناسبة للموقف الذي اختير له والشخصية أو الدور المعين...
وبدءا من هذه المرحلة سيكون علينا التفكير بتوزيع الأدوار بناء على تأكدنا من توافق الشخصية والدور وقبولها به لأن الشخصية (الطفل) ما زال يؤمن بأن الدور مرتبط بتحقيق الذات بغير نضج أو بغير اكتمال في وعيه واستجاباته تشير إلى هذه الحقيقة...
عليه ينبغي ألا نضحي بالأمر لصالح احتياجات المسرح لأننا أصلا نستخدم مسرح الطفل في هذه المرحلة تحديدا لأسباب أو أهداف تربوية وللتنشئة ورعاية نمو الطفل نفسه...
وفيما يخص البنات من العمر نفسه لا ننسى أن ما سيناسبهن يكمن في توظيف الجانب الحركي ممثلا بالرقص مع الموسيقا أو مع الكلمات والغناء وسيكون استخدام الأساطير مفيدا بخصوص رومانسية المرحلة العمرية وطبيعة الانفعالات...
أما فيما يخص الأولاد فينبعي تجنيبهم حال الإحساس بالتكبر المفتعل لما يدعهم هذا السلوك للخشونة والجلف والتأخر الحضاري في منطق تفكيرهم وسيفيدهم بالخصوص رقصات شعبية تعمّق خطاب الفعل الجماعي لديهم فيما سيكون للخطاب المشترك للجنسين نموذج المسرحية الاجتماعية بما يوفر فرص مناقشة الأفكار ومفردات الحياة العامة وكيفية معالجة بعض إشكالاتها توكيدا على السوكيات الجيدة الإيجابية...

والآن نتساءل محاولين تحديي السمات العامة للطفل ومسرحه في عمر مابين 5 ـ 15 سنة :
ونبدأ أولا بـِ:
ملامح الإخراج في مسرح الطفل

1ـ المخرج إلمام بالتمثيل .. بآليات تكنيك المسرح وميكانيكيته...

2ـ رؤية العالم عبر نظرة الطفل كما يقول وينفريد وارد في كتابه مسرح الأطفال ص 177 (7)

3ـ وحدة المعالجة بين عناصر العرض المخرج المؤلف الممثل

4ـ تطور المهارات الموسيقا الرقص تناسق الألوان \ فن الإخراج يعني وضع كل عنصر في موضعه وإبرازه في اللحظة بدل حشد العناصر كافة في تلك اللحظة

5ـ الأسلوب اختيار الفانتازي الواقعي الفارس أو غيرها في اتساق مع اتجاه النص

6ـ القيم الدرامية فهم العناصر مهم لاستخدامها ولإيصال قيمها إلى المتلقي

7ـ المسرح البصري الشكل المقبول عند الطفل
8ـ دفع الطفل للمشاركة
9ـ اختيار النص بما يلائم لمرحلة العمرية المتوجه إليها ويظل الهدف الرئيس متكاملا مع ترابط الأهداف الثانوية \\ وأن ينهض الحوار بتحقيق زظائف نفعية بتطوير الحبكة والكشف عن أفكار الشخصيات عواطفها طبائعها مع الوظائف غير النفعية مثل السمو الشاعري وقدرات الجذب فيما العبارة قصيرة سهلة النطق بسيطة التفسير والإدارك.

10ـ الممثل أن يكون متسقا مع السمات البدنية والنفسية والاجتماعية للشخصية بمعنى مرونة تعاطيه مع الشخصيات المتنوعة والامتناع عن أداء حركات عبثية زائدة ما يشوش عملية التلقي ويُفقِد إمكانات سسماع النطق بخاصة عندما لا يكون واضح المخارج.. ولنلاحظ الفروق بين رسم حركة فراشة وحركة حصان وما تتطلبهما كل حركة من مظهر بعينه.. وفي خطاب الممثل لا ينبغي أن يكلِّمَ الجمهور بـ(يا أطفال] بل أفضل أن يخاطبهم (يا أصدقاء أو ما شابهها) إذ الطفل هنا سيكون أقرب نفسيا لتلقي العبارة من صديق أو زميل لا من وصي واعظ...
في مسرح الطفل يؤدَّى دور الطفل بحالتين
 كبير يؤدي الدور بارتداء ملابس الطفل وهذا الأخير لا ينظر إلى عمر الممثل ولكن المهم هنا يكمن في درجة إقناع الممثل بالدور ما يتطلب عدم اكتفائه بمدرسة [كوكلان] التي تهتم بالتشخيص الخارجي ولكن ينبغي أن يتمكن الممثل من إدراك العمق النفسي للشخصية ليؤديها بطريقة مناسبة وإلا فقد ثقة التلقي وخسر إقناعه
2ـ الجمع بين الكبار والصغار في أداء الأدوار وهي الأكثر إقناعا مع الانتباه لأمور تشغيل الطفل وتأثير ذلك على دراسته وصحته فضلا عن إشكالية فهم الدور وأدائه بتقمص مناسب أو موفق
3ـ طبعا لابد من وجود حالة ثالثة هي تلك التي مررنا عليها بشأن لعب الأطفال جميع الأدوار...

عناصر مسرح الطفل المادية ومميزاتها :

الديكور الإبهار
الملابس الزركشة والألوان
الملحقات
الإضاءة الأمواج النيران المطر السحاب الفضاء اللامتناهي
المكياج والأقنعة بحسب طبيعة العمل المهرج مثلا
الموسيقا
الجاذبية \ الحيوية \ الاتساق مع الحركة والأجواء \ زيادة ألفة المتلقي للممثل وأدائه وتعميق تذوق الصوت الجمالي (الموسيقي
إيقاع العمل بعامة مهم جدا
مدى المسرحية للمرحلة الأولى حتى ثماني سنوات 15-25 والثانية حتى 12 سنة 25-35 وحتى 15 سنة 30-40 مع وجود فرصة لتناول المأكولات والمشروبات الموازنة الأهم تكمن في قراءة قمة الضغط لمفردة في العرض المسرحي بالتناسق مع التوزيع الزمني... وسيكوزن من القتل للتشويق أن تكون الذروة في موضع ومدة طويلة قبل أن يصل إلى النهاية فإطالة الفعل الهابط أمر في ترهل وفقدان قدرة الجذب... (8)

المشاركة في المسرح المحترف للطفل
العلاقة بين الممثل الممثل \ الممثل المتلقي \ المتلقي المتلقين
مشاركة وجدانية عاطفية وأخرى عقلية أو ثالثة مزدوجة من كليهما
الأعمال الطقوسية توفر أجواء مناسبة لتعميق المشاركة
وطبعا المشاركة تشير إلى العنصر التفعيلي في داخل الصالة كما يعالج الأمر المسرح التغريبي مثلا
التقارب المكاني يخلق تقاربا وجدانيا ويفعّل المشاركة
في مسرح المشاركة ينبغي:

1
ـ معاملة الطفل بوصفه شخصا كبيرا له مفاهيمه للأشياء

2
ـ ألا يعامل الطفل بصرامة بل بودية

3
ـ بنية النص قابلة لمثل هذه المشاركة

4
ـ الممثل العنصر الأهم لإطلاق شرارة المشاركة ومع توهجه يجذب أكثر للمشاركة

5
ـ  تقليل دور الأشياء والعناصر المادية لحساب خيال الطفل ودوره
حق خير جمال
تنمية الحساسية الجمالي
اقتصاديات مسرح الطفل
الطاقة الإنسانية القدرات البشرية وتوظيفها
الموارد الطبيعية الطبيعة وإمكانات التوظيف
النواحي المالية الإمكانات المتاحة
التنظيم للممثلين ولإدارة الانتاج
توسيع رقعة الجمهور
حسن اختيار الأعمال الفنية
التأهيل والتدريب المناسب
توظيف متخصصين
بناء دور العرض
إلغاء الضرائب على أنشطة مسارح الطفل
الاتصال الإعلامي
الإعلان
التنقل بين المدن
الارتباط بالمدارس





                          خامسا/ وسائل الإعلام
(الصحافة، الإذاعة، التليفزيون، المسرح)

صحافة الطفل:-
يقال أن أول صحيفة صدرت للأطفال بين عامي 1747 - 1791 م  في فرنسا ، أصدرها الأديب لم يفصح عن اسمه وله أسم مستعار هو صديق الأطفال . وقد أطلق على الصحيفة نفس الاسم . وامتازت كتابته بالسهولة والرشاقة وتضمنها قصص الأطفال في البلدان الأخرى من اللغات المختلفة إلى أطفال فرنسا وقد سد بذلك فراغا كبيرا من ميول الأطفال واشبع ميولهم ورغباتهم في القراءة المسلية الممتعة .
وهناك قول أخر بأن أول صحيفة للأطفال ظهرت في فرنسا كانت في سنة 1830 م . وقد سبق ذلك ظهور صحف خاصة بالتلاميذ تحت أشراف هيئات عالمية تعنى بأخبار المدارس والدراسة وتستهدف غرس المعلومات العلمية والأدبية والفنية في أذهان التلاميذ وفي الوقت الذي كانت فيه أكثر الصحف الأولى مجرد صحف تسلية أو صحف مدرسية .
أما صحافة الأطفال العامة فيبدو أنها ظاهرة عصرية لم يلتفت إليها أحد إلا بعد أن تغيرت النظرة للطفل باعتباره كائنا حيا له خصائصه المتميزة .
أما الصحف المدرسية تصدرها المدارس وتهتم بالحياة المدرسية بوجه خاص باعتبارها مجتمعا متميزا وتهدف إلى تطوير الحياة المدرسية وتربية الطلاب تربية فكرية إلى جانب التعليم والثقافة والترويح ويشارك المعلمون والتلاميذ في تحريرها ، وهناك صحف مدرسية تتولى إصدارها جهات تعليمية أو معلمون وتوزع على تلاميذ وطلاب المدارس .
خصائص صحافة الأطفال العامة :-
أنها فنا بصريا يعتمد على الكلمة المطبوعة والصورة واللون ، وهذه العناصر تتميز بالثبات حيث يستطيع الطفل قراءتها والتعمق فيها أكثر من مرة أو في الوقت الذي يناسبه .
2/ الانتظام الدوري هو سمة ذات أهمية في صحف الأطفال باعتبارها وسيط من وسائط مخاطبة الطفولة وظروفها الخاصة و تفرض هذه الظروف أسلوبا خاصا لجمهور خاص يتميز بالخفة والسهولة وتوحي له الكلمات المطبوعة بالفكرة المؤثرة وتهذب الصورة ذوقه وتتيح لخياله أن ينطلق وعندها تكون الصحيفة رفيقة بالطفل . 
3/صحافة الأطفال لها دورها البالغ في تنمية الطفولة عقليا وعاطفيا واجتماعيا وأدبيا لأنها أداة توجيه وأعلام  وتنمية للذوق الفني وهي بهذا تشكل أبرز أدوات ثقافة الطفل .
أنواع صحف الأطفال :-
1/ الصحف الجامعة : وهي أكثر صحف الأطفال انتشارا تهتم بنشر المغامرات والقصص والمسلسلات المصورة والطرائف والفكاهات والمسابقات والمعلومات العامة والأخبار والتحقيقات ، وتتنوع معلوماتها وفقراتها وأشكالها مما يجعل الأطفال في شوق مستمر لقراءتها ويشارك في تحريرها العديد من الكتاب والمحررين والفنانين مع أن بعضها لا يهتم بالأشكال الفنية وإنما يهتم بالموضوع .(لماذا تعد الصحف الجامعة أكثر أنواع الصحف انتشارا؟ لأنها تغطي اغلب الاحتياجات الأدبية للطفل بتنوع محتوياتها).
2/ صحف الأطفال الرياضية :- الأطفال يحبون الرياضة باعتبارها نوع من أنواع اللعب المنظم ، وما تزال الصحف الرياضية قليلة في العالم إلا أن بعض الصحف الجامعة قد خصصت بعض الصفحات ولأخبار السباق ومقابلات مع أبطال الرياضة ومدرسيها إضافة إلى ذللك تمرينات رياضية تصحبها رسوم وصور لتعرف الأطفال على أنواع الألعاب المختلفة وقواعده الصحيحة.
وتتردد دور النشر في إصدار صحف رياضة في العالم لان الأطفال لا يحبون متابعة الشئون الرياضية بقدر ما يحبون الرياضة نفسها يضاف إلى ذلك أن دور النشر تحقق أرباحا طائلة من صحف الكوميكس (مجلات مصورة) وصحف المنوعات ومن صحف الرياضة المعروفة سبورت جونيور الفرنسية وهي الأشهر وكذلك صحيفة البطولة الإنجليزية (تشامبيون ) وهاتان تنشران إلى جانب الشؤون الرياضية قصصا ومسلسلا ومنوعات مختلفة . ويقرأها الصغار والكبار معا .
3/ صحف الأطفال التجارية :- تعتبر من أكثر الأنواع شيوعا في العالم في أمريكا و أوربا الغربية ويتولى إصدارها دور نشر تكون في الغالب غير مخصصة للأطفال وإنما تصدر كجزء من صحف الراشدين . ودور النشر تهدف في الغالب إلى الربح المادي ولذلك نجدها تمد الأطفال بكل ما يجذبهم مستغلة تعلقهم بالإثارة دون النظر إلى ما يفيد . وأغلب هذه الصحف لا تحمل رسالة اجتماعية أو تربوية  لأن هدفه الأول هو الربح المادي  ومن هنا اعتمدت على الإثارة والمبالغة والتهويل بالنسبة للأمور مستعينة بالرسوم .

برامج الأطفال في الإذاعة والتلفزيون :-
أولا : برامج الأطفال في الإذاعة :- برامج الأطفال في الإذاعة فن مسموع يعتمد على الأذن وحين يحمل مضمونا ثريا ويتخذ شكلا فنيا فإنه ولا شك يسهم في تشكيل وجدانهم ومعاونتهم على النمو السليم . وبرامج الإذاعة للأطفال مجال أخر من مجالات الاتصال بجمهور الأطفال وعليه فمضامينها تؤلف جزء من أدب الأطفال .
برامج الإذاعة تعتمد على الصوت فقط أي إنها تعتمد على حاسة السمع , ولاستماع يتطلب جهدا خاصا . إذا نادرا ما يستطيع الفرد الانصراف إلى الاستماع دون أن يجد نفسه قد انشغل بنشاط مرئي أخر وعليه فعلى إذاعة الطفل أن تراعي الآتي :
1/ يجب أن تستولي على مشاعر الطفل وذلك من خلال الأصوات الحية والكلمات المعبرة والمؤثرات الصوتية الدافقة و المضامين  المثيرة .
2/ قوة الصوت الذي يستطيع أن يوحي بصورة خيالية تعوض عن عدم توفر الرؤيا مما يتيح للسامع تصور صورة كاملة يكيفها حسب ذوقه الخاص .
شكل ومضمون برامج الطفل :- 1/ الأسلوب غير المباشر في المخاطبة الإعلامية والاتصال الثقافي  ويعد ضرورة أساسية بوجه عام فالطفل بحساسيته المرهفة لا يطيق الاستماع لما يقدم له بشكل مباشر لآته يحيا في بيئته ومدرسته تحت سماء من النصائح والإرشادات .
2/ ليس بالوسع تحديد صيغ ثابتة الأبعاد لطريقة مخاطبة الأطفال من خلال البرامج الإذاعية ويترك ذلك للقدرة الأدبية والذوق السليم .
3/ أفضل الصيغ هو الشكل القصصي سواء كان مرويا أم ممثلا أم مسرحا  أم شكل ديالوج قصير مثير.
4/ من الضروري أن تكون برامج الطفل موجزة ومكثفة وأن يجد الطفل في كل فقرة ما يشد انتباهه وما يدعوه إلى متابعة الفقرة التالية .
5/ الإيجاز في النص الإذاعي لا يبيح لنا أن نختصر إلى الحد الذي فيه من الصعب إدراك الطفل ما نريده بسهولة . إذ يجب أن يقترن الإيجاز بالوضوح .
6/ لغة البرنامج الإذاعي هي لغة بسيطة في العادة خالية من الألفاظ الغريبة المعقدة دون الوصول إلى حد السذاجة لأن الطفل يرى في ذلك استصغارا لشأنه وامتهانا لذكائه .
7/ برامج الأطفال يتعين تتمدد وفق مراحل العمر شكلا ومضمونا لأن حاجات الأطفال تختلف من طور إلي طور أو من مرحلة إلى مرحلة .

فقرات برامج الأطفال :-
ليس بالوسع وضع إطار ثابت القسمات الفقرات برنامج الطفل لكن من الضروري أن يكون للبرنامج خط فكري متكامل وإلا تحول لمجرد متفرقات منوعة . ومن أهم الألوان الأدبية التي يمكن أن تناولها في الإذاعة ,المسرحية والقصة والشعر .
مواصفات البرنامج الناجح :-:- ليست هناك قواعد محددة وإنما هنالك مبادئ عامة :
1/ أن تثير الأطفال ويجذبهم .
2/ أن تتميز المادة بالوضوح لأن البرامج عموما تتميز بطبيعة سريعة لامجال لاستعادتها كما هو الحال في الكتاب والمجلة .
3/ أن تتناسب مضامينه وأشكاله مع حصائل الأطفال اللغوية ومستويات نموهم العقلية والعاطفية والنفسية والاجتماعية .
4/أن تكون الأفكار والمعلومات دقيقة وصحيحة لان اكتشاف الأخطاء يفقد الطفل الثقة ببرنامجهم
5/ أن تقدم البرنامج في الأوقات المناسبة التي يستطيع أكبر عدد من الأطفال الاستماع إليها.

 ثانيا/ برامج الأطفال في التلفزيون :-
تتهيأ للتلفزيون عناصر عديدة تزيد في متانة المعبر نفسه وبين عيون الناس وأذهانهم فصورة التلفزيون الواضحة والمجال المتاح للمخرج يبعث صورة ومعالم جديدة , لإضافة لقدرة التلفزيون على التنقل بعيدا عن غرفة البث ليسجل مشاهد حية في أي مكان , وقدرته على مخاطبة الناس جميعا حتى الذين لم يتعلموا القراءة والكتابة كل هذه المزايا وضعته في موقع رفيع بين أجهزة الثقافة .
التلفزيون والأطفال :-
 الأطفال شديدي التعلق بالتلفزيون وهم يتجاوبون مع حوادثه ويتقمصون شخصياته ويقلون كثيرا من الحركات التي تأتي بها الشخصيات المؤثرة وتشير إحصائية إلى أن متوسط ما يقضيه الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-12 سنة أمام الشاشة الصغيرة نحو 12/  24 ساعة في الأسبوع ويؤثر التلفزيون على الأطفال بأكثر من طريقة  :
 1/ يكسبهم أنماطا من السلوك الاجتماعي في حياتهم الاعتيادية وبيئتهم المحدودة ويسهم سلبا وإيجابا في التكيف الاجتماعي .
2/ يهيئ التلفزيون للأطفال فرصة مشاهدة أشياء كثيرة منذ صغرهم منها ما هو في محبطهم ومنها ما هو بعيد عنهم . والمادة من خلال التلفزيون تمثل بديلا للخبرة الحقيقية .
3/ تزود الطفل بخبرات واقعية وأخرى متحررة عن الواقع ( كما أن البرنامج الخيالي يشبع كثيرا من رغباته ويزوده بالمعلومات والأفكار والقيم )
برامج الأطفال :- يجب أن يلتزم برنامج الأطفال الجيد بالآتي :1/ أن يتسع البرنامج لألوان أدب الأطفال المناسبة .
2/ الاستخدام الجيد لما يتفق ومراحل نمو الطفل كاستخدام المؤثرات البصرية والحيل السينمائية وأن تشيع الحركة والحيوية في البرنامج كله.
3/ استخدام اللغة العربية الفصيحة السهلة ولا تستخدم اللهجة المحلية إلا في أضيق الحدود
4/ أن تتلاءم البرامج مع مستويات نمو الأطفال أي أن يكون هناك لون من البرامج على الأقل للأطفال ما بين 3-6 سنوات واللون الآخر لمن هم ما بين 6- 12سنة .


مكتبات الأطفال التقليدية

مكتبات الأطفال من حيث الموقع :- هناك مجموعة من المبادئ الأساسية الواجب مراعاتها في اختيار مواقع الفروع من ناحية سهولة استخدام الأطفال لها منها:-
1/ قرب المكتبة من منازل أو مدارس الأطفال بحيث لا تبعد عنها كثيرا .
2/ تكون في أماكن سهلة المواصلات ، بعيدة عن الطرق الرئيسية المزدحمة والتي تشتد فيها حركة المرور .
3/ تقام في شوارع جيدة الإضاءة مأهولة بالسكان .
ويمكننا تحديد الأقسام المطلوب توفيرها للأطفال على الوجه التالي:-
1- قسم خاص بمطالعة صغار الأطفال ( من 5-7 سنوات ).
2- قسم خاص بمطاعة الأطفال (متوسطي السن من 8-12 سنة )
3- قسم خاص بكبار الأطفال (الناشئة من 12- 15 )
4- مكان خاص لإتمام الإعارة الخارجية .  
5- غرفة تضم مجموعة المراجع ، ويمكن تخصيص جزء منها للمراجع للكبار المهتمين بشئون الأطفال كالآباء ، والمدرسين ، والعاملين في ميادين الخدمة الاجتماعية .
6- الأثاث والتجهيز : يتكون الأثاث في مكتبة الطفل من مجموعة من الوحدات المكونة لمكتبة الكبار ، حيث تتكون أساسا من : الرفوف ، والمقاعد ، المناضد ثم مجموعة أخرى منها أدراج الفهارس ،خزانات العرض ، رفوف عرض الدوريات .ويجب أن يراعى في اختيار أثاث الأطفال مناسبته لأعمارهم وأحجامهم ومراحل نموهم بحيث يسهل عليهم استخدامه ويرتاحون للمكتبة (مثل تخصيص مقاعد ذات مقاسات وأحجام صغيرة يستطيع الأطفال صغار السن الجلوس عليه كذلك الرفوف تكون بحجم يسمح للأطفال الوصول أليها وأخذ الكتب التي يريدون بسهولة )
7- خدمات مكتبات الأطفال : أهم الخدمات التي على مكتبات الأطفال تقديمها  ما يلي :
1/ القراءة الموجهة  : القراءة الموجهة للأطفال تقدم بصورة مباشرة كأن تقدم للطفل مجموعة من الكتب يطلبها هو في موضوعات هي مجال ميوله القرائية بالذات وتقديم كتاب مماثل للموضوع الذي وقراءه ، أو تقديم كتاب جديد كلية بناء على طلبه . وتتضمن خدمة القراءة الموجهة أيضا أعداد قوائم قراءات نادي الكتاب الصيفي ، التحدث عن الكتاب في مجموعة الفصول الدراسية، أي نشاط تعقده المكتبة .
والهدف من هذه الخدمة هو تنمية عادة القراءة واستمرارها.
2/ خدمة المعلومات السريعة:
تعتبر هذه الخدمة من الواجبات الرئيسية في خدمة الأطفال في المكتبات العامة ، ولذلك يجب توجيه مزيد من الاهتمام بها ، من جانب المسئولين والإداريين، وتدعيم مجموعة مصادر المعلومات الأساسية للأطفال وكذلك في ضمان وجود الشخصية الفنية التي تقوم بهذه الخدمة .
3/ ساعة القصة:
  تعتبر ساعة القصة في المكتبة العامة من أكثر الوسائل فاعلية في أثارة حب القراءة عند صغار الأطفال واكتشافهم لعالم الكتب ، كما تعتبر هذه الخدمة من خير الوسائل التعليمية التي تسهم بها المكتبات العامة ومكتبات الأطفال في زيادة ثقافة الطفل الصغير مما دعا المكتبات إلى إدخال طرق جديدة مبتكرة لتنفيذ هذه الخدمة  و التنوع في أدائها فاستخدمت العروض الفيلمية لقص القصة ، كما تضمنت ساعة القصة إشراك الأطفال أنفسهم أنشطة فنية مثل مسابقة الكتابة والتأليف .

موظفو مكتبات الأطفال :-
يمثل العنصر البشري في مجال الخدمة المكتبية للأطفال عنصرا هاما وحيويا ،تزيد أهميته عن أي نوع أخر من المكتبات فقد يستطيع الكبار الوصول إلى  ما يريدون بدون الحاجة إلى مساعدة أمين المكتبة في كثير من الأحيان بينما الأطفال في حاجة دائمة الى معاونة مخلصة من شخص كفء متخصص في تقديم تلك الخدمات لهم .
إن الجو الذي تضفيه أمينة المكتبة الصالحة على مكتبة وإحساس الأطفال بمشاعر الدفء والراحة  ،لا يعادله في أهميته أي عنصر آخر
المؤهلات اللازمة لإعداد أمناء مكتبات الأطفال :
لتكوين أمناء مكتبات للأطفال ناجحين ، فإن هناك نوعين أساسين من المؤهلات يلزم توفرهما :
1/ المؤهلات الشخصية  : تتعامل أمينة مكتبة الأطفال أساسا مع الأطفال ثم مع الكبار المهتمين بعالم الطفولة مثل الآباء والأمهات والمدرسين والعاملين في المؤسسات الاجتماعية التي تخدم الطفولة الخ.
وعلى ذلك فلا بد أن يتوفر فيها مجموعة من الصفات الشخصية التي تكفل لها النجاح في معاملاتها هذا الميدان .
فمثلا لابد أن يتوفر فيها مجموعة من الصفات مثل العطف على الطفولة والفهم الكامل لها ، تلك الصفات التي تجعل الأطفال يحبونها ويثقون في آرائها وتوجيهاتها .
كذلك لابد أن تكون على قدر عظيم من اللباقة ولذكاء في معاملتها مع الأطفال نظرا لما يتميزون به من رهافة حس ومشاعر كذلك هناك حاجة لأن تكون أمينة المكتبة متميزة بالهدوء فلا تثور ولا تغضب أو تقلق بل تكون هادئة صبورة ، فعلى أمين المكتبة أن يكون سهلا لطيفا قريبا إلى قلوب الأطفال .
2/ المؤهلات الفنية : لم تعد مهنة المكتبات من المهام السهلة الميسورة بل أصبحت الآن في الدول المتقدمة من أهم وأصعب المهام في مجال الخدمة المكتبية العامة على وجه الإطلاق إذ تحتاج إلى دراية واسعة بعلوم المكتبات، وبعالم الطفولة ،وأيضا بعالم الكبار الذين يهتمون بجانب الطفولة.
ونظرا لأن أمين المكتبة يقوم بإدارة مكتبته فنيا من جميع الجوانب (الفهرسة ، التصنيف ..) فان عليه أن يكون ملما إلماما تاما بفنون العمل المكتبي بجوانبه المتعددة أولا ثم يبدا التخصص في الفنون الخاصة بالعمل مع الأطفال هذا ومن أهم المواد الدراسية التي يجب أن تشملها أية دراسة متخصصة في مجال مكتبات الأطفال :-
n  أدب الأطفال (ويشمل تقييم واختيار كتب الأطفال )
n  النشاطات الإضافية التي تقدم في مكتبة الطفل(ساعة القصة ، ونوادي الهوايات ، والمعارض …الخ)
n  علم نفس القراءة ( ويشمل دراسة للعادات والميول القرائية لدى الأطفال في أطوار نموهم المختلفة ).
n  علم نفس الطفل .
n  علم النفس التربوي .
n  المناهج وطرق التدريس .

الإخراج المادي لكتب الأطفال
الأطفال يريدون كتبهم جميلة ذات ألوان جذابة وأحجام مناسبة وطباعة أنيقة وحروف واضحة وأغلفة قادرة على الاحتمال . ويكون إخراجها جيدا وصياغتها مناسبة والمحتوى جيد . والإخراج الجيد هو التعبير الشكلي الصادق الجميل عن المضمون . وهذا يعني أن الإخراج الجيد يهدف إلى أغراض جمالية كجاذبية الكتاب . وأخرى تطبيقية تحقق الوضوح والدقة والصدق في التعبير وسهولة الفهم وسهولة القراءة ويحتل إخراج الكتاب أهمية في استهواء الطفل وفي تنمية ميله للقراءة . الجوانب الأساسية التي يستند إليها إخراج كتب الأطفال :-
1/ جاذبية الغلاف وألوانه وحركته .فالغلاف الجميل هو الوجه الذي يطل على الأطفال فينجذبون أليه وكثير من الأطفال ينتقون كتبهم لجمال أغلفتها ومن المناسب أن يكون في غلاف الكتاب شيء من التعبير عن موضوعه ،الألوان متناسقة ، والتصميم مبسط وخالي منت التعقيد يثير الطفل ويلبي شيئا من احتياجاته النفسية .
2/ جمال تصميم الصفحات لا يشكل الغلاف الرئيسي في الكتاب لان الطفل ينتقل إلى صفحاته الداخلية ، وسرعان ما يلقي بالكتاب جانبا إذا لم يجد في صفحاته الداخلية ما يلبي حاجاته بالتذوق الفني ، وعليه لابد أن يكون تصميم الصفحات الداخلية غير معقد وأن تزود بالرسوم المناسبة التي تزيد من وقع الكلمة المكتوبة .
3/ كذلك من الضروري وضع الرسوم في أماكنها المناسبة على الصفحات ، وأن تكون متفقة بقدر الإمكان مع النص المكتوب .
4/ أما الألوان فمن الضروري مراعاة تناسبها مع مراحل نمو الطفل وبيئته وحياته الاجتماعية إضافة إلى تناسقها . وتدخل ضمن جمال الصفحات الداخلية إضافة إلي التوزيع المتناسب بين الكلمات والرسوم ثلاثة عناصر أساسية أخرى هي :- علامات الوقف -شكل الكتاب - الحروف .ويلاحظ أن كثير من كتب الأطفال العربية تغفل علامات الوقف إغفالا تاما وتبدو مادة الكتاب وكأنها جملة واحدة لا تنتهي إلا بانتهاء الكتاب .
5/ علامات الوقف لا تمنح الكتاب جمالا فحسب بل إنها تحمل معنى خاص بحد ذاتها كما أنها تفك للطفل التشابك بين الجمل وتقوده إلى إدراكها .فالأطفال يحبون الجمل القصيرة الواضحة ويحرصون على أن يحصلون على نتائج سريعة ولكن هذا لا يبرر الإكثار من استخدامها ، ولكن يمكن الاكتفاء بالنقطة التي تدل على الوقف التام في نهاية الجملة ، والشارحة بعد فعل القول ، والفاصلة التي تدل على الوقف القصير إضافة الى علامات الاستفهام والتعجب .
أما ضبط الكلمات بالشكل فإنه يعرقل من انطلاقهم في القراءة . ولكن هذا لا يعني أن نتجاهل الضبط الصحيح للكلمات . ولكن لابد من الالتزام بالدقة في ضبط بعض الكلمات بالشكل والتي يمكن أن يقع فيه الطفل بالخطأ لو تركت دون تشكيل
وبالنسبة للحروف لابد من طباعته بحروف كبيرة لأن الحروف الصغيرة تؤذي عيونهم إذا كانوا دون سن العاشرة .

أدب الأطفال في السودان

يعد السودان كباقي الدول العربية الأخرى التي اهتمت بأدب الأطفال مسرحا وقصة وحكاية ورواية وصحافة وشعرا ونشيدا، وقد تأثرت في ذلك بأدب الأطفال الموجود في مصرتشكيلا ورؤية وكتابة وأداة، حتى إن السودان كانت إلى غاية الأربعينيات من القرن العشرين نسخة حرفية لمصر على مستوى المقررات التعليمية والمناهج الدراسية من جهة ، وعلى مستوى أدب الأطفال من جهة أخرى.
ومن أهم كتاب السودان في مجال أدب الأطفال نذكر: عبد الله الطيب، وعوض ساتي، والأستاذ تلودي ، و إبراهيم ضو البيت، وأحمد شرحبيل ، وصلاح الخواض، وحسن أحمد حسون، وفضيلي جماع، وجمال محمد أحمد، وبخت الرضا، ولبنى أحمد حسين، والطيب صالح، ونكتفي بهؤلاء المبدعين والدارسين ، ونترك آخرين حتى مناسبة أخرى ...
ويلاحظ الدارس أنه من عام 1963 م كتب بالسودان حوالي 92 كتاباً للأطفال ، وهناك كتب ما قبل المدرسة بمواصفات تجذب الطفل للقراءة ، وطبع منها حولي 34 كتاباً.
إذا، ماهو حال أدب الأطفال في السودان؟ وماهي تمظهراته الثقافية والأجناسية؟ وماهي الملاحظات التي يمكن أن نخرج بها ونحن نرصد أدب الأطفال في السودان؟
شعــــر الأطفــــال

الكل يعرف أن شعر الأطفال في السودان يتمظهر في مجموعة من القصائد والأناشيد والمقطوعات الشعرية التي تتضمها كتب المقررات المدرسية والمناهج التعليمية ، ولاسيما في مادة المحفوظات ومادة النصوص الأدبية.
ومن أهم الشعراء الذين كتبوا للأطفال بصفة عامة نذكر: محمد الفيتوري، والتيجاني يوسف البشير، وبدري بابكر وآخرين...
وغالبا ما تتناول أشعار الأطفال في السودان المواضيع القومية والوطنية والاجتماعية والأخلاقية والتعليمية والوصفية والبيئية...
سرديــــات الأطفــــال:

ظهرت بالسودان مجموعة من الكتابات القصصية والروائية والحكائية والخرافات الأسطورية الموجهة إلى الأطفال السودانيين ككتابات أحمد شرحبيل القصصية التي انبنت على شخصية " عمك تنقو" ، وهناك كتاب «الأحاجي السودانية» التي جمعها الدكتور عبدالله الطيب ، وكتاب «سالي فو حمر» الذي جمع فيه الدبلوماسي والكاتب جمال محمد أحمد مجموعة من أبلغ الأساطير من الصومال والسودان وتشاد بالإضافة إلى أثيوبيا وكينيا.
ويمكن الحديث أيضا عن الكاتب السوداني المعروف الطيب صالح الذي كتب مجموعة من القصص الخيالية للأطفال باللغة الإنجليزية.
وتتميز القصص الطفلية السودانية في عمومها بالخاصيات التالية: الخرافية ، والفانطاستيكية، والرمزية، والشاعرية، والواقعية، والتشخيصية ، علاوة على البعد الأخلاقي والتعليمي.

مســـرح الأطفـــــال

ابتدأ مسرح الأطفال بالسودان منذ سنة 1936م مع جمعية المسرح التي كانت تقدم عروضها المسرحية في المدارس والمعاهد التعليمية. ويعني هذا أن المسرح السوداني بدأ طفليا مع المسرح المدرسي والمسرح التعليمي ومسرح الدمى والعرائس ومسرح الكراكيز. وإن كان الأستاذ بدر الدين يصرح بأن:" تاريخ المسرح السوداني يبدأ في عام 1902م، حين كتب عبد القادر مختار أولى مسرحية سودانية هي:" نكتوت"، ومعناها:" المال"".
ويلاحظ الدارس أن ما بين 1905 و1915م كانت معظم العروض المسرحية طفلية يغلب عليها الجانب المدرسي، فقد" مثلت مدرسة البنات للرسالة الكاثوليكية في أم درمان مسرحية أدبية ضمن ألوان أخرى من النشاط المدرسي شمل إلقاء الخطب وعرض الأشغال اليدوية".
ولكن ما نلاحظه جليا أن مسرح الأطفال بالسودان مازال ضعيفا كما وكيفا وتوجيها وتخطيطا وعمارة بالمقارنة مع مجموعة من الدول العربية التي لها باع كبير في مسرح الأطفال كمصر وتونس والعراق والمغرب وسوريا والأردن ...
صحافــــة الأطفـــــال:

صدرت بالسودان 18 صحيفة من جرائد ومجلات متخصصة في أدب الأطفال. ومن أهم المجلات المعروفة في البلد نذكر: مجلة" الأيام" التي ظهرت منذ الأربعينيات، ومجلة" الصبيان" التي صدرت سنة 1946م عن مكتب النشر السوداني تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، فاستمرت فترة من الزمن، ثم تعثرت. وهناك مجلة"الشباب والتربية" الصادرة عن وزارة المعارف عام 1963م، وصحيفة " مريود" التي تأسست سنة 1981م، واستمرت هذه المجلة ثلاث سنوات تحت رعاية الرئيس السابق جعفر نميرى ورعاية الدكتورة بخيتة أمين ، ثم تم إيقافها أيضا بقرار من الاتحاد الاشتراكى !
وهناك مجلة " مفيد" التي تشرف عليها جماعة أدب الأطفال السودانية منذ عام 1995م، ومجلة" المناهل" التي صدرت عن دار البلد، واستمرت عدة أشهر لتتوقف بشكل نهائي. ويمكن الحديث أيضا عن مجلة «نفاج»، هذه المجلة البكر التي يرعاها مركز عبد الكريم ميرغني بين أم درمان ولندن.
وظهرت أعداد بسيطة من مجلات أخرى، لكنها سرعان ما تتوقف بعد صدور عدد أو أعداد قليلة.
بيد أن ما ينقص السودان في مجال الصحافة هو الاستثمار في مجال اقتناء المطبعات الملونة العالية التقنية من أجل الرفع من مستوى ثقافة الطفولة السودانية من جهة، والرقي بالطباعة والنشر والتوزيع من جهة أخرى.

 
كتـــب المعــــارف والموســــوعات

كانت السودان قبل الأربعينيات من القرن العشرين تعتمد على الكتب المصرية في مجال الطفولة كاقتناء كتب المعارف الأدبية والفنية والعلمية واللغوية والمعجمية والتقنية، والاعتماد على المقررات الدراسية والمنهجية المصرية ، مع تمثل قصص كامل الكيلاني وعطية الأبراشي وسعيد العريان كنماذج قصصية للأطفال السودانيين . لكن بعد تأسيس مكتب النشر في الأربعينيات بدأ العمل في تأليف كتب سودانية محضة بشكل تدريجي في شتى المعارف والتخصصات والعلوم.
ومن أهم الكتب المتعلقة بأدب الأطفال بالسودان كتاب مهم وجاد يخص الباحثين والدارسين في مجال ثقافة الطفل، وهو بعنوان:" ببليوغرافيا أدب الأطفال في السودان"، من إعداد وتصنيف عثمان عوض عثمان وجمع حكمت نديم.

أغنية الطفــــل:

نظمت السودان عام 2008م مهرجان الخرطوم الأول لأغنية الطفل التي استضافها المسرح القومي بأم درمان . وقد شاركت في المهرجان مجموعة من التجارب الغنائية الطفلية المتنوعة دلاليا وفنيا وموسيقيا، وكانت لجنة التحكيم تتكون من: الأستاذ محمد يوسف موسى، ود. كمال يوسف، ود. محمد سيف الدين، ود. عبد الله شمو، والحلنقي، وسعد الدين إبراهيم، وأحمد شرحبيل ، والدرديري محمد الشيخ ، وكمال عبادي. كما وقف خلف تنفيذ الأعمال موسيقياً د. الفاتح حسين وفرقته.
ومن أهم رواد أغنية الطفل بالسودان نجد: سليمان زين العابدين، وصاحب الألحان الشهيرة لأغنيات الأطفال مثل: " خواطر فيل"، و"دنيتنا الجميلة"، و"سحابة"... وقد كون مجموعة من فرق الأطفال في جنوب السودان عام 1956م بكل من الرجاف وياي وتوريت، إضافة الى تكوين فرق أخرى بمنطقة شمبات التي نشأ وترعرع فيها.



ونستشف، مما سبق ذكره، أنه على الرغم من المجهودات التي بذلتها ومازالت تبذلها السودان من أجل إنعاش أدب الأطفال على جميع المستويات والأصعدة، و العمل، بالتالي، على الرفع من مستوى الطفولة السودانية لتلتحق بركاب التقدم والازدهار. فإن أدب الأطفال في السودان مازال في حالة يرثى لها بسبب قلة الإمكانيات المادية والمالية، وغياب التحفيز المادي والمعنوي للكتاب والمبدعين في مجال كتابات الأطفال، وانعدام المؤسسات الطباعية الملونة البالغة التقنية في مجال التصوير والاستنساخ والإخراج، وتوقف معظم الصحف الطفلية السودانية.
زد على ذلك عزوف الأطفال والكبار عن القراءة والاطلاع ، والتخلي عن الاهتمام بالشأن الثقافي في زمن العولمة الذي تطغى فيه الماديات، وتنتج عنه الأزمات الاقتصادية ، وتنتشر فيه الثقافة الرقمية والإعلامية بصفة خاصة





هناك تعليق واحد:

  1. Blackjack - Casino Poker - CasinoRatOdds.org
    A classic 텍사스 홀덤 blackjack 실시간 바카라사이트 game. Play online, 딥 슬롯 트위터 or download the blackjack games you love to play 토토 사이트 코드 online right 승인 전화 없는 토토 사이트 from your phone.

    ردحذف